التجربة الصينية.. هكذا غيّرت التجارة الإلكترونية حياة الأسر إلى الأفضل
وفقاً لبحث مشترك جديد أصدره البنك الدولي ومجموعة علي بابا للتجارة الالكترونية، يمكن أن تزدهر التجارة الإلكترونية في البلدان النامية والمناطق الريفية، كما يمكن أن تمثل أداة قوية لخلق فرص عمل للعمال متوسطي المهارة والنساء وغيرهم من المجموعات.
وقال موقع مودرن دبلوماسي الأميركي في التقرير الذي نشره إن تقرير “تنمية التجارة الإلكترونية: تجربة من الصين” يعتمد على مجموعة من البيانات الإحصائية التي تم جمعها من أجل الصين، بالإضافة إلى بيانات من دراسة استقصائية أجريت خصيصًا لقرى التاوباو الريفية في الصين مهتمة بشدة بالتجارة الإلكترونية.
واستعرض نقلا عن التقرير أنماط وتطور التجارة الإلكترونية في الصين والسياسات الحكومية المحددة فضلا عن مبادرات القطاع الخاص.
علاوة على ذلك، يحدد التقرير الشروط الأساسية اللازمة لتطوير التجارة الإلكترونية بنجاح، ويدرس العلاقة بين تطوير التجارة الإلكترونية وتحقيق تحسينات على مستوى رفاهية الأسر المعيشية.
التغلب على حواجز السوق
وفقًا للتقرير، بإمكان التجارة الإلكترونية التغلب على حواجز السوق وتمكين المستهلكين من التواصل مع الشركات. ويمكن أن توفر التجارة الإلكترونية فرص عمل إما بطريقة مباشرة، أو من خلال الخدمات اللوجستية وأجزاء أخرى من نظام التجارة الإلكترونية الأوسع.
حسب بحث مشترك بين البنك الدولي وشركة علي بابا يمكن للتجارة الإلكترونية أن تزدهر في البلدان النامية والمناطق الريفية (الأوروبية) |
تحسين الاستهلاك
وأضاف الموقع أن التجارة الإلكترونية تُحسن عملية الاستهلاك للأسر المعيشية وتحد من عدم المساواة من خلال تزويد المناطق الريفية بالراحة والتنوع والأسعار المنخفضة التي يتمتع بها سكان المناطق الحضرية. وعموما، تساهم هذه التقنية في تحقيق النمو الاقتصادي، وذلك عن طريق الحد من اعتماد منهج تفاوت المعلومات، وزيادة الكفاءة الاقتصادية.
من جهتها، قالت فيكتوريا كواكوا نائبة رئيس البنك الدولي لشرق آسيا والمحيط الهادئ “تُظهر تجربة الصين أن البلدان النامية بإمكانها الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية والتجارة الإلكترونية لتوفير فرص العمل وتحسين الأوضاع المعيشية للناس”.
وتابعت كواكوا حسب التقرير ذاته “نأمل أن يؤدي هذا التقرير إلى إقامة مناقشات حول خلق سبل لدعم النمو الشامل من خلال التكنولوجيا الرقمية والتجارة الإلكترونية”.
وأوضح الموقع أن الصين تمتلك إحدى أكبر أسواق التجارة الإلكترونية والأسرع نموا في العالم، باعتبار أنها مسؤولة عن أكثر من 40 % من القيمة الإجمالية لمعاملات التجارة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم. وأكثر من 5% من إجمالي العمالة في الصين مختصة بالتجارة الإلكترونية، كما أصبحت المشتريات عبر الإنترنت جزءًا من الحياة اليومية للعديد من الأسر الصينية.
من جهته، قال ون جيا شريك ورئيس الشؤون العامة لمجموعة علي بابا “التطور والازدهار السريع للتجارة الإلكترونية الريفية في الصين أثبتا أن الأعمال الإبداعية التي بدأها رواد الأعمال على مستوى القاعدة الشعبية في المناطق الريفية بالدول النامية يمكن أن تزدهر عبر منصة التجارة الإلكترونية في ظل الظروف المناسبة”.
رفاهية الأسر
أورد الموقع أن التقرير استنتج وجود علاقة إيجابية بين التجارة الإلكترونية وتحسين رفاهية الأسرة في الريف الصيني.
ففي قرى تاوباو، تتمتع الأسر التي تشارك في التجارة الإلكترونية بدخل أعلى بنسبة 80% من الأسر التي لا تشارك فيها.
ويتقاضى العمال في المتاجر الإلكترونية أجورا مساوية أو أعلى من العاملين في الصناعات الحضرية الخاصة، حيث تستفيد النساء والأسر الأصغر سنا والأفضل تعليما من التجارة الإلكترونية في الصين بشدة، وفق التقرير نفسه.
مخاطر وتحديات
يحدد التقرير المخاطر والتحديات التي ينبغي معالجتها بالنسبة لتطوير التجارة الإلكترونية.
وتشمل هذه التحديات التنظيمية، على غرار كيفية تنظيم مزودي البرامج لتوفير مستوى متكافئ للخدمات الرقمية القابلة للمقارنة وحماية المستهلكين وضمان العدل بين البائعين عبر الإنترنت والبائعين مباشرة.
فضلا عن ذلك، تشمل التحديات التعامل مع المخاطر الخاصة على الإنترنت مثل الأمن السيبراني والخصوصية والاحتيال وبيع المنتجات التالفة أو المزيفة المنتجات، والاهتمامات التقنية المتعلقة بالدفع عبر الإنترنت والمخاطر الناجمة عن الاختلالات في المنافسة بين مزودي المنصات.
عوامل التطوير
أفاد الموقع أن التقرير يسلط الضوء على ثلاثة عوامل تمكينية لتطوير التجارة الإلكترونية، وتتمثل في الاستثمار في تدريب وبناء المهارات لزيادة رأس المال البشري، والبنية التحتية والخدمات اللوجستية المناسبة، وبيئة عمل مواتية.
وفي هذا الصدد، قال غونغ سان نائب الرئيس التنفيذي لمركز الصين للمعرفة الدولية بالتنمية “يمكن تفسير الإنجازات التي حققتها الصين في التجارة الإلكترونية من خلال الاستثمار الكبير للبلاد في البنية التحتية على مدى عقود والتحسن السريع لمناخ أعمالها في السنوات الأخيرة”.