منوعات

“أنا أيضا” وأخواتها.. هل ستغير المقاييس الجديدة للجاذبية الأنثوية صناعة الموضة؟

وفي تقرير نشره موقع “بيغ ثينك” الأميركي، قالت الكاتبة مولي هانسن إن الإعلان عن قرب نهاية عهد عرض “فيكتوريا سيكرت” للأزياء بعث الاطمئنان في نفوس مناصري المرأة على وسائل التواصل الاجتماعي.

بداية النهاية لتعريف مصطلح “مثير”
ووفقا للشركة الأم لفكتوريا سيكريت “أل براندز”، تم إلغاء العرض الذي اشتهر باستعراض عارضات الأزياء لسراويل داخلية مرصعة بالأحجار الكريمة، وحمالات صدر ضيقة، وأجنحة الملائكة الريشية العملاقة. وهذا قد يكون أيضا بداية النهاية للتعريف القديم لمصطلح “مثير”.

ويُذكر أن هذا العرض بدأ عام 1995 كقوة تسويقية بمشاركة أكثر من 12 مليون شخص في المعرض وقتذاك.

لكن المشاهدين تراجعوا على مدار السنوات الخمس الماضية، حيث بلغ عدد المشاهدين 3.3 ملايين فقط عام 2018. وعكس الانخفاض في عدد المشاهدين الفشل الأخير في مبيعات الشركة.

ورغم أن فيكتوريا سيكريت لا تزال العلامة التجارية الرائدة في مجال الملابس الداخلية الأميركية، فإن حصتها انخفضت في السوق بين عامي 2016 و2018 من 33% إلى 24% في الولايات المتحدة، كما انخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 7% خلال الربع الأخير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب الكاتبة.

  أدت المطالبات بمناصرة للمرأة إلى ظهور علامات تجارية تعيد تشكيل مفهوم الجاذبية (غيتي)
 أدت المطالبات بمناصرة للمرأة إلى ظهور علامات تجارية تعيد تشكيل مفهوم الجاذبية (غيتي)

وبين الرئيس التنفيذي ليسلي وكسنر أن الشركة تحاول التركيز على التسويق الرقمي. ولكن من المحتمل أن لا يكون التحول في منصات المحتوى المفضلة للمشاهد هو السبب الأكبر لتراجع العلامة التجارية، وإنما فشلها في مواكبة التحولات الاجتماعية التي غيّرت جوهر ما تروّج له فيكتوريا سيكريت على أنه “مثير”.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، أدت موجة نسوية إلى زعزعة أساليب التسويق القديمة، فقد ألغت حركة “#أنا أيضا” العروض غير الملائمة، وأبدت التغييرات التي تنادي بأن تقبّل الجسم يجب أن تكون خارج المعايير المقيدة التي وضعتها مؤسسات الأزياء. لكن فيكتوريا سيكريت تبقى متأخرة في هذا العصر الجديد.

وكان هناك مقابلة مروعة لمجلة “فوغ” مع مصمميْ علامة الملابس الداخلية إيد رازيك ومونيكا ميترو، قال خلالها رازيك إنه لا أحد يرغب في عارضات أزياء من ذوات الوزن الزائد.

تغيير مفهوم الإثارة
وكانت فيكتوريا سيكريت في الأساس متجرًا لبيع الملابس الداخلية أنشأه الرجال ويوفر منتجات للنساء. أما الصورة الأنثوية فتُروّج بالشكل نفسه على مدار الأربعة وعشرين عامًا الماضية، حيث تكون المرأة فائقة النحافة، طويلة القامة، وجميلة بشكل تقليدي.

وأوردت الكاتبة أن المطالب النسوية أنشأت علامات تجارية إيجابية للجسم مثل “ثيرد لوف” و”يونيفرسل ستوديوز” بقياسات كبيرة. لكن الفنانة ريهانا هي الوحيدة التي تحدّت فيكتوريا سيكريت بنجاح من خلال علامتها التجارية “سافاج إكس فنتي”.

كان أول ظهور لعرض “سافاج إكس فنتي” في مدينة نيويورك عام 2018 وحظي بملاحظات رائعة، فقد قدّم الأنوثة الجامحة والحازمة.

وخلال العرض، مشت العارضات الحوامل والمعوقات مرتديات ملابس داخلية خفيفة على المنصة إلى جانب عارضات الأزياء المشهورات. وقالت ريهانا لصحيفة نيويورك تايمز إن الفكرة ترتكز على خلط ما هو تقليدي، معربة عن أملها بأن يمثّل مستقبل الأزياء.

   أصبح "المثير" احتفاء بالأنوثة التي لا حدود لها، فهي متاحة لأي امرأة ولكل جسم (غيتي)
  أصبح “المثير” احتفاء بالأنوثة التي لا حدود لها، فهي متاحة لأي امرأة ولكل جسم (غيتي)

لا لتحويل جسد المرأة إلى سلعة
منذ ظهور صناعة الأزياء، رُوّج للجسد الأنثوي بمعايير مثالية. ففي العشرينيات من القرن الماضي مثلا، كان الخصر المثالي صغيرًا والفخذان سميكين.

أما في الثمانينيات، كانت المرأة المثالية ذات أرجل طويلة وجسم عضلي. وفي بداية الألفية، سيطرت النساء الضعيفات ذوات القامة الممشوقة. أما في الآونة الأخيرة، فبات يُطلب من العارضات السعي للكمال.

نشهد أخيرا استبعاد تلك المجموعات التي تقرر ما هي الأشكال الجسدية المثيرة. وتعد فيكتوريا سيكريت ومكانتها المالية المتدنية مؤشرا على تغيّر فهم مصطلح “المثير” في علاقته بالجسد الأنثوي. وفيكتوريا سيكريت راهنت على أسلوب التسويق القديم المتمثل في بيع النساء “كجسد مثالي”، بحسب الكاتبة.

فالردود المبهجة على عرض “سافاج إكس فنتي” وغيرها من العلامات التجارية الشاملة لأشكال الجسم تنبئنا بحدوث شيء ما. لقد أصبح “المثير” احتفاء بالأنوثة التي لا حدود لها، فهي متاحة لأي امرأة ولكل جسم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى