الأزواج السعداء متشابهون في خمس صفات
“العائلات السعيدة متشابهة، وكل عائلة تعيسة غير سعيدة بطريقتها الخاصة”، هكذا تبدأ رواية ليو تولستوي الكلاسيكية “آنا كارنينا”.
لم يتحدث تولستوي عن مدى تشابه العائلات السعيدة، لذلك قرر جيرالد شوينوولف أن يفعل ذلك بناء على بحوثه كمحلل نفسي.
يقول شوينوولف إن الأزواج السعداء هم سعداء لاجتماعهم على خمس صفات أساسية هي:
التواصل الجيد
إذا كانت لدى الأزواج السعداء مشكلة فإنهم يتحدثون عنها، لديهم الثقة الأساسية والالتزام اللذان لا يسمحان لهم بتعريض أنفسهم للخطر من خلال الصمت الزوجي، بالعكس فهم يتشاركون آلامهم لأنهم واثقون من تلقي الدعم والعطف من الشريك الآخر، ويهدف التواصل بين الأزواج إلى حل النزاع وإعادة بناء القرب والألفة.
ولا يهتم الأزواج السعداء أثناء التواصل بمدى صواب أو خطأ الطرف الآخر، لأنهم يعتبرون أنفسهم شخصا واحدا، والمهم بالنسبة لهم هو أن علاقتهم سليمة وصحية.
الالتزام
وفقا لجيرالد شوينوولف، فإن الأزواج السعداء ملتزمون ببعضهم البعض، كل طرف يأخذ الآخر على محمل الجد، لا يستهين أحدهما باحتياجات ورضا وسعادة الآخر، هذا الالتزام الثابت هو الذي يجلب الاستقرار للعلاقة ويمنح كلا الزوجين القوة للتعامل مع الصعود والهبوط اللذين تمر بهما أي علاقة.
ويعد الالتزام كالغراء، إذ إنه يعزز العلاقة الزوجية، فمهما كانت الصعوبة التي يواجهها شريك حياتك فهو يعرف أنك هناك، لن تكون هناك أحكام، ولا تجريم، ولا تهديدات بالرحيل أو الطلاق، مثل هذه الأشياء غير واردة، والالتزام موجود كأساس ثابت قوي يحافظ على العلاقة.
القبول
لا يوجد أحد مثالي، وجميعنا بعيد عن الكمال، ووفقا لهذه القاعدة فإن الزوجين السعيدين يقبلان بعضهما البعض على ما هما عليه، يتقبلان عيوب بعضهما البعض لأنهما قادران على تقبل عيوبهما الخاصة.
ويرى شوينوولف أن مفتاح النجاح يتلخص في العبارة التالية “يجب قبول الآخرين بالطريقة التي يجب أن تكون قادرا على قبول نفسك كما أنت”، وبالتالي إذا كان شريكك يميل إلى القلق أو الشخير أو التمويه أو التلعثم أو التحدث كثيرا أو التحدث قليلا فأنت تقبل هذه الأشياء دون تذمر.
الشغف
العلاقة بين الأزواج السعداء هي أهم شيء في حياتهم، متحمسون دائما لرؤية بعضهم البعض، علاقتهم ثابتة، وكثير من الأزواج يبدؤون بعاطفة معينة خلال مرحلة شهر العسل ولكن هذا النوع من العاطفة يتراجع في مكان ما على طول الطريق، ولكن الشغف الحقيقي هو شيء يدوم إلى ما بعد ذلك.
الشغف هو ملح العلاقة الزوجية، وهو الذي يمنحها حيويتها، والالتزام بالعلاقة الزوجية دون وجود الشغف يؤدي إلى علاقة فارغة، والتواصل الجيد بين الزوجين هو الذي يغذي هذا الشغف ويبني العاطفة بينهما.
يعتبر شوينوولف أن الوقوع في الحب غالبا ما يكون أمرا غير صحي، وقال إن الحب الصحي هو شيء يحدث بالتزامن مع الخصائص المذكورة أعلاه، وهي التواصل الجيد والالتزام والقبول والعاطفة.
ويوضح أن تجربتنا الأولى من الحب هي في علاقتنا مع والدتنا، حيث الحب لا ينقل بالكلمات بل بالعمل، وبنفس الطريقة، عندما نختبر الثقة والأمان مع شريكنا في الحياة على مدى فترة طويلة من الزمن فإننا نعيش الحب الدائم الذي يجعل الحياة تستحق العيش.
تعريف الأزواج السعداء
تقول أشيلي بابا في موقع “ستايل كاستر” إنه “لا يتم تعريف الأزواج السعداء بعدد الرسائل الحميمة التي شاركوها على وسائل التواصل الاجتماعي أو مقدار الصور المحببة التي نشروها”.
وتضيف إلى قائمة جيرالد شوينوولف بعض الأمور الأخرى التي على الأزواج الانتباه إليها، وتقول إن الأزواج السعداء يحبون ويحترمون بعضهم البعض حقا، ويرون الأفضل في بعضهم البعض، وكل منهم لديه ثقة كبيرة في الآخر.
وتابعت أشيلي بابا “يميل الأزواج السعداء إلى أن يكونوا أكثر حنانا من الناحية الجسدية، كما أنهم يهتمون بإخلاص بما يجري في حياة بعضهم البعض، وهذا ينطبق على كل شيء من الأفكار والمشاعر إلى الأنشطة، كما أنهم يشعرون بعضهم البعض بالتقدير، ويقدمون الثناء اللفظي والتقدير والدعم لبعضهم، كما أنهم يحبون تمضية الوقت معا، ولا يحاولون تغيير بعضهم البعض، وأخيرا فإنهم يشعرون بعضهم البعض بالقبول”.