حذرا من الفتنة.. الحريري وبري يدعوان للإسراع بتشكيل الحكومة
طالب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري -في بيان مشترك- الشعب اللبناني بالتحلي بالوعي واليقظة وعدم الانجرار إلى الفتنة.
جاء ذلك في بيان صدر عنهما، بعد أن قام الحريري بزيارة بري في مقرّه بمنطقة عين التينة (غرب العاصمة بيروت)، ضمن مشاورات للبحث عن مخرج من أزمة تشكيل حكومة جديدة.
وقال الحريري وبري -في البيان- إن “الحاجة الوطنية باتت أكثر من ملحة للإسراع في تشكيل الحكومة، وضرورة مقاربة هذا الاستحقاق في أجواء هادئة، بعيدا عن التشنج السياسي، تتقدّم فيها المصلحة الوطنية على ما عداها من مصالح شخصية”.
وتحت وطأة احتجاجات مستمرة منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أُجبر الحريري في 29 من ذلك الشهر، على تقديم استقالة حكومته، ومن بين القوى المشاركة فيها حركة أمل بزعامة بري، وحليفها حزب الله.
وللمرة الثانية، أجلت الرئاسة اللبنانية استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس وزراء جديد إلى الخميس المقبل، بعد أن كانت مقررة الاثنين؛ لمنح الوقت لمزيد من الاستشارات، في ظل خلافات بين القوى السياسية.
وعاد اسم الحريري إلى واجهة الاستشارات، بعد أن اعتذر في وقت سابق عن عدم الترشح لتشكيل الحكومة، في ظل إصراره على تأليف حكومة تكنوقراط (خبراء مستقلين)، تلبية لمطلب المحتجين.
في غضون ذلك، عاد الهدوء إلى وسط بيروت بعد مواجهات الليلة الماضية بين شبان مناهضين للحراك الشعبي من منطقة “الخندق الغميق” والقوى الأمنية.
وشهدت مدن لبنانية -بينها بيروت وصيدا- مساء الاثنين اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار لجماعة حزب الله وحركة أمل، بعد انتشار مقطع فيديو لمحام لبناني مقيم باليونان يسيء فيه لقيادات سياسية ومقامات دينية شيعية.
ويطالب المحتجون بحكومة تكنوقراط قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.
في حين ترغب أطراف لبنانية -بينها رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل- في تشكيل حكومة تكنوسياسية من اختصاصيين وسياسيين.
كما يطالب المحتجون بانتخابات نيابية مبكرة، واستعادة الأموال المنهوبة، ورحيل ومحاسبة بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يتهمونها بفساد مالي سياسي والافتقار للكفاءة.