تعرف على الحيل الذهنية التي تساعدك في التحكم في رغباتك
مقاومة الرغبات الآنية مهمة صعبة، خاصة عندما تكون هذه الرغبات ماثلة أمام عينيك تماما. إذن كيف يمكنك تطوير تحكمك بنفسك لتقترب من أهدافك بعيدة المدى؟
بحكم التعريف، ضبط النفس هو القدرة على فعل شيء يفيد أهدافك بعيدة المدى، بدلاً من شيء ربما يرضي رغباتك الآنية. لكن بالنسبة لكثيرين منا، يصعب مقاومة الإشباع الآني أو قصير المدى. وينتهي بنا الأمر بالتضحية بسعادتنا المستقبلية بسهولة بالغة.
لماذا تعتبر ممارسة ضبط النفس على خير وجه أمرا صعبا بالنسبة للبعض، وكيف يمكنك تسخير ضبطك لنفسك لتحقيق ما يفيدك؟
تقول أنجيلا دوكوورث، أستاذة علم النفس في جامعة بنسلفانيا، إن توزيع الموارد بين ذاتك الحالية وذاتك المستقبلية عملية كفاح وجهد مستمرة. حتى مع كونك تعرف أهمية الإعداد لمستقبلك، فإن ذاتك الحالية تريد أيضاً نصيبها العادل. إنه نقاش صعب، خاصة أثناء اللحظات التي يكون فيها “الطريق السهل” ممتدا أمامك ونصب عينيك.
على سبيل المثال، إذا أظهرت ضبط النفس تجاه تبديد الوقت في ألعاب الفيديو وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي – وهما أمران من أكثر المغريات في العصر الحاضر- فإن ذلك يعني صراعا ضد رغبات ربما تكون راسخة لديك منذ زمن، تماما مثل رغبتك في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، أو حبك للصيد.
تقول دوكوورث: “هذا في الواقع ما يدفعنا إلى المتابعة المستمرة لحساباتنا على الإنترنت، لنرى إذا ما أرسل أو نشر أصدقاؤنا أي شيء جديد، أو إذا أعجبتهم صورتنا الأخيرة”.
ومن إحدى أهم الاكتشافات المتعلقة بمسألة التحكم في الذات في السنوات الأخيرة – كما تقول دوكوورث – هي أن الناس يتفاوتون بشكل كبير في الأشياء والأمور التي تغريهم. فإن كنت ترغب في النظر بعمق إلى نزعاتك ونقاط ضعفك، فسوف تتمكن من تحديد المشاكل القليلة التي تحتاج إلى العمل على حلها.
وبمجرد أن تفهم الأمور التي قد تشكل مصدرا للقلق لديك، فإن بإمكانك البدء في تكريس طاقتك للتغلب على هذه الأمور.
ويمكن أن يكون مكان العمل أحد الأماكن التي تبدأ بها. فمن أجل تطوير وتحسين ضبط النفس في العمل، توصي دوكوورث أولا بأن تتبع ليومك نهجا قائما على فعل أشياء مستقبلية، من قبيل التخطيط المسبق لفترات الاستراحة، وللفترات الزمنية المخصصة للاطلاع على البريد الإلكتروني (الإيميل).
فإن كنت تستطيع مقاومة الأشياء التي ترغب فيها حتى يحين وقتها الذي حددته مسبقا، فربما تحقق تعاطيا أفضل بشكل عام مع مسألة التحكم في ذاتك.
وبالطبع بعد أن تكون قد قمت بالتخطيط، عليك أن تغير عمليا من سلوكك. فمشكلة النظر إلى هاتفك النقال بشكل متكرر جدا، ربما يمكنها أن تحل بضبط هاتفك على الوضع الصامت، وربما من الأفضل أيضا أن تضعه في حقيبتك، إلى حتى يحين موعد الغداء مثلا.
إن إبعاد وسائل الإغراء عن مجال الرؤية أمر في غاية الأهمية، لضمان صدقك وحرصك على أداء مهمتك دون أن تشتت انتباهك.
وختاما، يمكن أن نعتبر نصائح دوكوورث أساسا جيدا للتحكم في ذواتنا، ويمكنك أن تبني عليه في المستقبل.
لقد مررنا جميعا بأيام عمل غير منتجة بسبب قلة النوم في الليلة السابقة، على سبيل المثال، أو بسبب تناول وجبة إفطار غير كافية في الصباح. لكن بإمكانك عن طريق ممارسة حياة صحية أكثر خارج مكان العمل أن تستجمع القوة والقدرة على التحكم في رغباتك السيئة الملحة، وعندها يصبح التحكم في الذات أكثر أهمية من أي شيء آخر.