لماذا يفضل البعض استخدام اليد اليسرى؟ حقائق مثيرة حول الشخص الأعسر
وتشير أبحاث إلى أن هذه المسألة تعود إلى مجموعة من الأسباب ذات طبيعة تطورية وفيزيائية وجينية، ولعل امتزاج كل هذه العوامل هو ما يحدد أي يد يستخدمها الإنسان.
الحبل الشوكي
خلص فريق من العلماء من ألمانيا وهولندا وجنوب أفريقيا مؤخرا إلى أن أوجه التفاوت الوظيفي بين جانبي الدماغ الأيمن والأيسر يتم تحديدها عبر النخاع الشوكي، لا عبر الدماغ.
كما أكد هؤلاء العلماء أنه على الرغم من أن “القشرة الحركية هي المسؤولة عن حركات الذراع واليد”، فإن هذا الجزء من الدماغ “يكون غير متصل بالنخاع الشوكي حين تبدأ الحركات الأولى للبراعة اليدوية في الظهور”، بحسب الصحيفة الإسبانية.
الجينات الوراثية
وأوردت الصحيفة أن العامل الوراثي يحتل المكانة الأولى في تحديد مسألة استخدام الإنسان لليد اليمنى أو اليسرى. وقد تمكن العلماء من تحديد مكونات سلسلة الحمض النووي المرتبطة بهذه الظاهرة.
ومع ذلك، لا يمكن اعتماد الجينات بمفردها لتحديد عوامل ميل الإنسان إلى استخدام اليد اليسرى أو اليمنى.
كما نشرت مجلة “علم النفس العصبي” بحثا بعنوان “التأثيرات الوراثية على طور السكون”، حدد أن النسبة المئوية التي تؤثر فيها الوراثة على هذا الجانب تقدر بنحو 25%.
أشياء مثيرة للفضول
تتفاوت درجات الميل إلى استخدام اليد اليسرى من طفل إلى آخر، وتتسم بعض الجوانب في هذه المسألة بالوضوح، في حين يكتنف الغموض جوانب أخرى.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن يختار البعض اليد اليسرى للكتابة واليمنى عند رمي الكرة أو اختيار العين للنظر عبر التلسكوب.
نسبة الذكور أكبر
تبلغ نسبة الأطفال الذكور الذين يستخدمون اليد اليسرى 11%، في حين لا تتجاوز نسبة الإناث 9%.
التوائم
رغم تشابه التوائم المتطابقة في الكثير من الأشياء فإنه من النادر جدا أن نجد توأمين أعسرين، وهو ما من شأنه أن يعزز فكرة أن العامل الوراثي ليس حاسما للغاية.
الحيوانات واليد اليسرى
تميل بعض أنواع الحيوانات -تماما مثل الإنسان- إلى استخدام أعضاء نصف واحد من الجسم أكثر من النصف الآخر. ولعل الأمر الذي يثير الغرابة أن نسب استخدام اليد اليسرى بين صفوف الحيوانات متساوية بين الجنسين نوعا ما، على عكس الإنسان.
يدافع بعض العلماء عن الفرضية القائلة بأن العُسر يعالجون المعلومات بشكل أفضل، وذلك استنادا إلى حقيقة أنهم يستخدمون النصف الأيمن للدماغ أكثر من النصف الأيسر.
في المقابل، يرى الباحثون في علم الأعصاب الإدراكي مثل إيما كارلسون أنه لا يمكن التأكيد على هذه المعلومة بشكل قاطع، وينبغي أن نتذكر أن “القسمين الفرعيين للمخ لا ينفصلان عن بعضهما البعض، ولكن هناك مجموعة سميكة من الألياف العصبية تسمى الجسم الثفني، تبقيهما على اتصال”.
عاطفيون
تشير العديد من التجارب إلى أن الطفل الأعسر يواجه مشكلة عدم الاستقرار العاطفي، على الرغم من أن هذه المسألة لا تبدو دائما واضحة.
وقد خلص متخصصون من جامعة “الملكة مارغريت” إلى أن علامات الإجهاد بعد الصدمة عقب عرض فيلم “صمت الحملان”، بدت أقل حدة بين صفوف مستخدمي اليد اليمنى مقارنة بالعُسر.
كما أكد بحث أجرته جامعة ألبرتا أن “الشخص الأعسر أكثر خجلا من غيره، كما أنه يشعر بإحراج كبير عند التوبيخ”.