إعلام

سباق التهديدات والوساطات بين واشنطن وطهران.. لمن الغلبة؟

في خضم التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران عقب اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، نشطت جهود وساطة إقليمية لتدارك الموقف والحؤول دون تطوره إلى حرب في المنطقة.

وقال الدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي إن “وساطات تقودها بعض الدول الإقليمية مثل قطر وسلطنة عمان إلى جانب رسائل تلقتها إيران من سويسرا وبريطانيا وألمانيا ودول أخرى لخفض التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران”.

وأوضح موسوي أن الولايات المتحدة “حاولت إغراء إيران عبر وسطاء بتقديم امتيازات کبيرة لها لثنيها عن الرد على قتل سليماني، لكن طهران رفضت جميع المقترحات الأميركية مثل رفع العقوبات والامتيازات الإقليمية، وتشترط امتثال واشنطن لمطالبها”.

وعن شروط إيران لخفض التوتر مع أميركا، قال موسوي إن “خروج أميركا من المنطقة يشكل أكبر شرط إيراني للتعاطي مع الوساطات الإقليمية والدولية، فضلا عن اعتذار ترامب رسميا عن فعلته، ومحاكمة القائد العسكري الذي باشر عملية اغتيال سليماني ورفاقه بالحشد الشعبي العراقي، ورفع كامل العقوبات الأميركية، وعودتها إلى الاتفاق النووي”.

حدود التصعيد
واستبعد موسوي “تدحرج كرة التطورات المتصاعدة إلى نشوب حرب مباشرة بين إيران وأميركا نظرا إلى أن كلا الطرفين لا يرغب فيها في الوقت الراهن”، معتبرا أن خيار الحرب “يظل واردا عندما لا تستوعب واشنطن أول ضربة تتلقاها من محور المقاومة”.

وتوقع الدبلوماسي الإيراني السابق أن يكون رد بلاده على مستويين “ضرب القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، واستهداف شخصيات أميركية مدرجة على قوائم الإرهاب الإيرانية، مما سيزيد التطورات حدة”.

وخلص موسوي إلى القول “لا يمكن للجمهورية الإسلامية أن تقبل بعد بقواعد عسكرية أميركية بالقرب منها بعدما استهدفت الولايات المتحدة سليماني انطلاقا من تلك القواعد، التي أصبحت تهديدا مباشرا للأمن القومي الإيراني وأمن حلفائها في الشرق الأوسط”.

من جهته اعتبر رئيس مؤسسة “راهبرد بجوهان جهان معاصر” للدراسات الإستراتيجية شعيب بهمن التهديدات الأميركية لإيران تزامنا مع إرسال رسائل للتهدئة “دليلا على ازدواجية سياسات ترامب”، مشيرا إلى أن “ترامب ارتبك خطأ إستراتيجيا في حساباته حيال تداعيات اغتيال سليماني”.

واستبعد بهمن “نجاح الوساطات الإقليمية والدولية لخفض التصعيد”، مضيفا أن واشنطن “هي التي أعلنت الحرب على إيران باغتيالها قاسم سليماني، واحتواء هذه الحرب يتعلق بالتصرف الأميركي مستقبلا، ودخول أميركا حربا مع إيران سيكون وبالا عليها”.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن إيران “لا تخشى التهديدات الأميركية ولن تخفض مستوى الثأر لدم سليماني، كما أنها جاهزة لكافة الاحتمالات التي قد تطرأ بعد الانتقام”.

وتطرق بهمن إلى تداعيات الموقف على الانتخابات الرئاسية الأميركية المزمعة هذا العام، وقال إن “أي مغامرة قد يقدم عليها ترامب ردا على الانتقام الإيراني من شأنها أن تحرمه الحضور نهائيا في البيت الأبيض بسبب التجارب الأميركية المريرة في غزوها دولا في الشرق الأوسط”.

وعن الشروط الإيرانية لخفض التصعيد مع أميركا، قال إن “رؤية إيران بهذا الشأن واضحة وهي المطالبة بطرد القوات الأميركية من المنطقة، وعدم تدخلها في شؤون دولها الداخلية”، مستبعدا امتثال واشنطن لهذه الشروط في الظروف الراهنة، مما يعني أن المنطقة مقبلة على مزيد من التصعيد.

ويرى بهمن أن الرد الإيراني “آت لا محالة ولو بعد حين، وأن طهران لن تساوم على خيار الثأر لدم سليماني دون أدنى شك، لكن ما يتم تناوله هذه الأيام في الأوساط الإيرانية هو توقيت الانتقام ومكانه وكيفية تنفيذه”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى