الاعتداءات الاسرائيلية: شركة حكومية “تغسل أدمغة المستخدمين” مقابل المال او السياسة
أعلنت شركة فيسبوك وقف، وحظر شركة إسرائيلية “تعمل في مجال التأثير في اللاوعي، وتغيير سلوك الناس لا شعوريا”.
وتحصل شركة السبنر على مقابل مادي من أجل “التأثير في اللاوعي” لمستخدمين مستهدفين من خلال تعريضهم المستمر لحملات معدة خصيصا للتأثير في اللاشعور عبر الإنترنت ومخفية في “محتوى تحريري”.
وهو ما جعل شركة فيسبوك تعترض على أداء الشركة وترفض استخدامها منصة فيسبوك للتواصل الاجتماعي من أجل تحقيق أغراضها.
كما منعت الشركة الأمريكية المالكة لأكبر منصة تواصل اجتماعي في العالم شركة السبنر الإسرائيلية، ورئيسها، من استخدام مواقعها، سواء فيسبوك، أو انستاغرام، بشكل قطعي.
وفي تعليق على قرار فيسبوك، قال إليون شيفلر، أحد مؤسسي الشركة الإسرائيلية ورئيسها التنفيذي، في تصريح لبي بي سي، إن الشركة سوف تواصل تسويق حملاتها الموجهة عبر الإنترنت، وإنها رفضت حرمانها من استخدام فيسبوك في المستقبل.
انتهاك سياسة الموقع
وأقرت الشركة الإسرائيلية بأنها قادرة على عمل “غسيل دماغ”، لبعض الأشخاص من أجل القيام بعدة اشياء، منها:
التوقف عن التدخين، فقدان الوزن، التقدم للزواج، المبادرة لممارسة الجنس مع شركائهم أكثر، الاهتمام بزراعة الثدي.
ولحدوث هذا، فإنها تعرض على الشخص المستهدف مجموعة من المقالات عبر الإنترنت تتناول الشيء المطلوب أن يفعله، وتستمر عملية الإقناع، والتلاعب في اللاوعي الخاص بالهدف، على مدار أشهر.
وأرسلت شركة بيركنز كوي للمحاماة، الوكيل القضائي لفيسبوك، خطابا إلى شيفلر مسؤول الشركة الإسرائيلية تشكو فيه من نشاط شركته.
وجاء في الشكوى “يبدو أن شركة السبينر تستخدم حسابات وهمية وصفحات فيسبوك وهمية في عمليات (استهداف استراتيجي) بالإعلانات لمستخدمي فيسبوك”.
“وتمثل هذه الأنشطة انتهاكا لقوانين فيسبوك، وسياسات الإعلان على الموقع. ويطالبكم فيسبوك بالتوقف فورا عن هذه الأنشطة”.
وقالت شركة فيسبوك، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، إنها أزالت بالفعل جميع حسابات الشركة الإسرائيلية.
وقال متحدث باسم فيسبوك لبي بي سي “لن نتسامح مع الجهات السيئة التي تحاول الالتفاف على سياساتنا وتتسبب في إيجاد خبرات سيئة للناس”.
وأوضح المدير التشغيلي للشركة الإسرائيلية، أنها اشترت نوافذ إعلانية على فيسبوك لأكثر من عام، وكل إعلان من إعلاناتها خضع لمراجعة وإقرار.
ويعتمد موقع فيسبوك على عناصر بشرية وكذلك برمجيات آلية، لفحص ومراجعة الإعلانات التي يتم وضعها من خلال أدوات الخدمة الذاتية.
لكن شيفلر أضاف أن “قدرة شركة السبنر على إيصال محتوى معين إلى مستخدمين مستهدفين لا يعتمد على أي حسابات أو صفحات خاصة على التواصل الاجتماعي، وهو أمر مسلم به”.
هل يجدي هذا؟
تعمل شركة السبنر من خلال إرسال رابط إلى هاتف الشخص المستهدف. عندما يفتح الرابط فإنه ينقل آليا ملفا صغيرا يُعرف بأنه ملف تعريف الارتباط، والذي يسمح بتحديد هويته وبالتالي ينقل إليه مباشرة مقالات تم إعدادها خصيصا لهذا الشخص بالإضافة إلى وسائط أخرى.
وعرض أصحاب الشركة فكرتهم في البداية على الجمهور لدعمها ماليا من خلال موقع التمويل الجماعي انديغوغو Indiegogo، ولكنها لم تلق الرواج المطلوب، وجمعت فقط 192 جنيها استرلينيا، في حين أن الهدف كان جمع 47 ألف و800 جنية استرليني للبدء في المشروع. ورغم هذا واصلت الشركة العمل على مشروعها رغم شكوك البعض في جدوى الفكرة من الأساس.
ووضع ريتش لي، الذي يعمل في العلاقات العامة، الفكرة والشركة في اختبار صعب.
حيث قام بتمويل حملة من المفترض أن تشجع النساء على ممارسة المزيد من الجنس. ولكن بدلا من إرسال الرابط إلى صديق أو أحد أفراد أسرته، قام بإرسال الحملة إلى نفسه.
بعد بضعة أشهر، بدأ يظهر على صفحته على فيسبوك مشاركات ممولة تحوي مقالات عن ممارسة الجنس منها على سبيل المثال، 9 طرق لبدء ممارسة الجنس.
ويقول إنه لم يشاهد سوى أربع أو خمس مشاركات فقط. وذكر أيضًا أنه شاهد إعلانات من حملة لم يشترها، والتي شجعته على التوقف عن ركوب الدراجات النارية.
ويصر شيفلر المسؤول في الشركة الإسرائيلية على أن الخدمة مشروعة.
وقال: “هذا ليس اختراقًا تقنيًا”.
وأضاف: “نستخدم أدوات شائعة. الاختراق هو في السعر المطلوب. نشتري الوسائط مقابل خمسة دولارات لكل 1000 مرة يظهر فيها الإعلان. لكننا نبيع هذه الوسائط بحوالي 49 دولارا لكل 180 مرة يظهر فيها. وهذا هامش ربح مرتفع”.
لم يخبر شيفلر بي بي سي عن أي من العملاء الذين اشتروا حملات خاصة من الشركة.