صحيفة إيطالية: حفتر يهرب مرة أخرى أمام إنذار ميركل الأخير
كشف تقرير نشرته صحيفة الكورييري ديلا سيرا الإيطالية عن سلوك الجنرال الليبي المتقاعد المتمثل في عدم رده على مكالمة هاتفية من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مما أثار غضبها، وذلك أثناء محاولتها الحصول على موقفه من البيان الختامي لمؤتمر برلين الأحد.
وتقول الصحيفة إنه عند الساعة الخامسة من مساء الأحد رن جرس هاتف الغرفة التي كان يتواجد فيها حفتر في قصر المستشارية الألمانية، طويلا دون جدوى، وذلك نظرا لرفض حفتر الرد على مكالمة جديدة من جانب ميركل التي كانت تحاول الحصول منه على إجابة نهائية بخصوص نص البيان الختامي لمؤتمر برلين.
ويضيف التقرير أن ميركل كانت قد أمضت طوال فترة ما بعد ظهر الأحد تتنقل بين قاعة المؤتمرات والغرفتين اللتين كان يتواجد فيهما رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وحفتر، على بعد أمتار قليلة فقط من مكتب ديوانها.
وتضيف الصحيفة أنه ووفقا لمصدر كان قريبا من ميركل في تلك اللحظات، فقد كانت تلك هي اللحظة الوحيدة التي انفجر فيها غضب المستشارة الألمانية بالقول: “سننتظر فقط عشر دقائق أخرى وإن استمر حفتر في عدم الاضطلاع بمسؤولياته، فسوف نختتم المؤتمر ونقر بما توافق عليه المؤتمرون”، وأن هذا ما حدث بالفعل.
هدنة وخطوات
ولفتت الصحيفة أن المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي تم اختتامه بإقرار آلية دولية تهدف إلى توطيد الهدنة من خلال سلسلة من الخطوات المتعاقبة، والتي ينبغي أن تبدأ من حظر فعلي لتوريد السلاح إلى ليبيا ووقف الدعم العسكري لطرفي النزاع من قبل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في المشهد الليبي، لم يوقع على بيانه الختامي السراج وحفتر، فضلات عن صمت الجنرال المبهم بشأن قابلية تنفيذه.
وترى الصحيفة أن الأدهى والأمر هو أن حفتر، وكما جرت العادة في الأشهر الماضية، غيّر موقفه في اللحظة الأخيرة مقترحا نص الاتفاقية التي وقع عليها غريمه السراج في موسكو عندما فرّ هو في جنح الظلام موجها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يعتبر أبرز الداعمين له، صفعة على أنفه.
وتقول الصحيفة إن الشيء نفسه حدث تماما مع ميركل، التي كانت عازمة على إدخال السراج وحفتر في اللحظات الأخيرة إلى قاعة المؤتمر لوضع توقيعهما على البيان الختامي أمام قادة العالم، بيد أن تهرب حفتر في اللحظات الأخيرة الحاسمة أجبرها على الاعتراف على مضض أمام الصحفيين، بأنه لم يكن بالمستطاع حل جميع المشاكل.
وتستدرك الصحيفة بأن هناك بعض التقدم في المباحثات بدءا من الضوء الأخضر الذي وصل من السراج وحفتر بخصوص تعيين ممثلين عنهما في اللجنة العسكرية المشتركة التي ستتولى مهمة مراقبة وقف إطلاق النار، والتي يتعيّن عليها أن تجتمع تحت رعاية الأمم المتحدة خلال الأيام القليلة القادمة في جنيف.
هدف رئيسي
وفي سياق متصل قالت المستشارة الألمانية: “إن الهدف الرئيسي من مؤتمر برلين كان أن نفلح في جمع الأطراف الفاعلة في ليبيا والعمل على أن يكون توطيد وقف إطلاق النار ثمرة لعمل وجهود اللجان العسكرية المشتركة التي تم تعيينها لهذه الغاية”.
وتنسب الصحيفة إلى رئيس البرلمان الأوروبي ديفد ساسولي القول: “إن القرار المفصلي الآن سيأخذه الليبيون من كلا الطرفين”.
وعودة إلى حفتر، تضيف الصحيفة أنه وضع شروطا لا يمكن قبولها لدرجة أن الروس أنفسهم كانوا على وشك نفاذ صبرهم مع أمير الحرب الذين يدعمونه، مشيرة إلى قراره بوقف تصدير النفط.
وأما ما أزعج الروس على وجه الخصوص، فهو الدور الذي لعبه الإماراتيون من وراء الكواليس، لا سيما ان اللواء المتقاعد الليبي يعتبرهم الحماة الفعليين له على الصعيدين العسكري والمالي، ولهذا فقد كان يلجأ إليهم في كل مرة لاتخاذ قراره النهائي.
وخلصت الصحيفة القول: إن مخرجات مؤتمر برلين لا تلبي بالحد الأدنى طموحات من كان ينتظر بلهف نهاية غمّه ومحنته والآن فإن الأمر متروك للمجتمع الدولي بأسره لتفادي الفشل لا سيما أن ما وراء ذلك لا يوجد سوى الفوضى.