كيف تغيرت مواصفات أمير الأحلام؟ علميا الثراء والمظهر يطيحان بعقل المرأة
بتغير ظروف الحياة، تتغير مواصفات فتى أحلام الفتيات، تتبدل موازين القوى بين عناصر الجاذبية الذكورية، بحسب قدرتها على تأمين المستقبل.
تتفق روايات البنات مع الدراسات العلمية على تراجع الاهتمام بالمستوى التعليمي والشكلي لفتى الأحلام، وظهور اهتمامات جديدة.
تطور تفضيلات الزواج
يشير علم النفس التطوري إلى أن تفضيلات المرأة لشريك حياتها تتطور وفقا للمتغيرات التي تحيط بها، ففي الماضي كانت تميل النساء إلى ترجيح كفة المظهر، تحديدا في مجتمعات الصيد، حيث كانت تتمتع بمكانة عالية لأنها تستطيع توفير طعام نباتي، في حين يتعذر الصيد على كثير من الرجال، وفقا لـ Psychologytoday “سيكولوجي توداي”.
وهو الأمر الذي ساعد المرأة على إعطاء الأولوية لمظهر الرجل، إذ لم تكن هناك حاجة للاعتماد عليه لتوفير الموارد، لكن ذلك لم يمنع من أن يحظى الصياد الجيد الذي يجلب اللحوم عادة على جاذبية عالية بين النساء يتضافر فيه عوامل توفير الموارد للمرأة والمظهر الذي يتمثل في العضلات المفتولة والقوة البدنية.
مع خضوع المرأة للرجل في المجتمع الزراعي، كان هناك تحول في الأدوار التي يلعبها الرجال والنساء في المجتمع، تتطلب حراثة الأرض ورعي الحيوانات قوة جسدية كبيرة، مما يجعل توفير الغذاء وظيفة الرجل. بعد ذلك، تحول دور النساء إلى الأعمال المنزلية مثل رعاية الأطفال والتنظيف، وكذلك الصناعات المنزلية مثل النسيج، ولم يكن بمقدور المرأة توفير الغذاء لنفسها فباتت تفضل الوضع المادي للرجل على مظهره.
أوائل ثمانينيات القرن الماضي، كان الاهتمام بالمستوى التعليمي ضروريا، وكانت المرأة تفضل الرجل الحاصل على مستوى تعليمي أكبر منها، خاصة مع نزولها إلى ساحة العمل ومطالباتها بالمساواة بين الجنسين، تطورت تفضيلاتها للزواج، لكن الأمر اختلف مرة أخرى، وأصبحت المرأة أكثر اهتماما بمستوى الدخل والثراء للرجل بالمقام الأول، حتى وإن كان أقل منها تعليميا، طبقا لدراسة في “مجلة الزواج والأسرة” بعنوان “التباين بين الجنسين في الزواج والدخل”.
يصبح الحديث عن مواصفات فتى الأحلام جزء رئيسيا من النقاش في المواقع النسائية على صفحات التواصل الاجتماعي، إذ تسرد الفتيات المواصفات اللاتي يحلمن بها ويقاتلن من أجلها.
1- المستوى المادي والاجتماعي
ربما تتشكل تفضيلات الزواج عند المرأة استجابة للأدوار الاجتماعية المسندة إليها في المجتمع، وهو ما يبرر الاهتمام بالبحث عن زوج “ملائم”.
تقول وسام محمود (33 عاما) للجزيرة نت “أهم الصفات بالنسبة لي الوضع المادي والاجتماعي، وأشعر أن كليهما واحد لا يتجزأ، بمعنى أنني لن أقبل أن أتزوج من رجل غني لكنه من عائلة غير متعلمة أو لديهم أقارب في السجون أو لديهم نشاط تجاري غير راق” مضيفة “وفي نفس الوقت لن أتزوج طبيبا ووالده وكيل وزارة ووضع أسرته الاجتماعي ممتاز، لكنه فقير لا يستطيع الوفاء بالتزامات الزواج ومتطلبات الحياة الجيدة”.
لكن داليا سمير (37 عاما) خريجة ليسانس آداب، لم تعترض على الزواج من صاحب ورشة ميكانيكا، حاصل على تعليم متوسط، وتقول “تزوجت منذ أن كنت في الجامعة منذ 17 عاما، فارق التعليم بالنسبة لي أو حتى عمله كميكانيكي لم يؤثر علينا، لأنني مقتنعة أن المرأة مهما حصلت على تعليم ستتزوج وتربي أبناءها، وإذا كان الزوج مقتدرا ماديا ويكفي متطلبات أسرته فلا تحتاج المرأة إلى العمل، ويكفيها البيت”.
2- الاستقرار العاطفي
أن يتحمل الرجل مسؤولية قراراته والسيطرة على مشاعره السلبية دون إلقائها على شريكة حياته بحجج متنوعة، وأن يكون قادرا على ضبط النفس هي أحد الصفات الهامة التي تبحث عنها الفتاة.
تقول غادة عبد الحليم (43 عاما) “رفضت الزواج من الكثيرين بسبب تلك الصفة، وفسخت خطبتي من شخصين لأنني لم أشعر بالأمان بسبب عدم قدرتهما على إدارة مشاعرهما أثناء المشاكل، أحدهما كان مفرط الغيرة، والآخر كان لا يعترف بالخطأ أبدا ويلقي باللوم على أي شخص آخر، لم أجد الشخص الذي يتمتع بالتوازن النفسي وهي صفة ضرورية جدا في الشخص الذي أريد الارتباط به ولن أتنازل عنها، حتى لو قضيت باقي حياتي دون زواج”.
3- العمل
وظيفة فتى الأحلام تعتبرها كثير من الفتيات الفيصل الأساسي عند الاختيار، البعض يرفضن الوظائف التقليدية كالموظف والمدرس، والبعض الآخر يفضلن المناصب القيادية ولا يتنازلن عنها، أخريات يفضلن العمل الحر والمكسب المضاعف.
تقول دينا جمال (36 عاما) “أنا رئيسة قسم في أحد البنوك الكبرى، وبالطبع لا بد أن يكون شريك حياتي على نفس المستوى الوظيفي” موضحة “لا يمكن أن أتزوج من شخص يعمل في وظيفة متواضعة أو تقليدية، ومن ثم تؤثر على شخصيته، لكن من الممكن أن يكون شريكي مدير شركة، مهندسا، رئيس قسم في أحد البنوك لتكون مسؤولياتنا وشخصياتنا متقاربة، وأن يكون لديه طموح لا ينقطع بالترقي الدائم”.
4- الذكاء والتفاهم
أن تكوني أنت وشريك حياتك على قدر من كبير من التفاهم والتقارب في الأفكار والاهتمامات هو مبلغ المراد للكثير من الفتيات، وأن يتمتع بذكاء كبير في مواجهة المشكلات والتحديات الحياتية اليومية فهو بالقطع فتى الأحلام الذي تنتظره الكثيرات.
تقول رنا كامل (29 عاما) “أنتظر من شريك حياتي أن يكون صديقي، نكون على نفس القدر من التواصل والفهم والاهتمامات المشتركة، أتمنى أن يفهمني دون أن أتكلم لا أحتاج أن أبذل مجهودا كبيرا ليعرف ماذا أريد”.
وتضيف “الذكاء أيضا صفة أساسية عند الاختيار، خاصة أن الزوج يكون المسؤول الأول عن العلاقة، فلابد أن يكون على قدر كاف من الذكاء ليساهم في إنجاح العلاقة ومواجهة المشكلات بروية وعقل ناضج ولا ينساق للمظاهر، بل يفكر بشكل سليم ولا يندفع في قراراته أبدا، أتمنى أن أجده يوما”.