الحساء واللحم والبطاطس.. أكلات الشعوب لمقاومة البرد
لكل شعب ثقافته الغذائية التي قد تكون شديدة التفرد في تفاصيلها عن غيرها، ولكن جميع الشعوب تتفق في فصل الشتاء على تناول وجبات تمنح الدفء والقدرة على مقاومة البرد، وتكون خاصة بفصل الشتاء تحديدا، لاحتوائها على سعرات حرارية عالية.
اللحوم للخليج والمغرب العربي
في حين يميل المصريون إلى تناول وجبات نباتية في الشتاء مثل حمص الشام (المكون من الحمص والشطة والليمون والطماطم) والفول المدمس وحساء العدس، وهو الحساء المكون من خضروات مختلفة كالجزر والبطاطس والطماطم مع حبوب العدس الأحمر، ويؤكل بجانب بصل محمر أو خبز مقرمش، أحيانا أخرى يكون مصحوبا بالأرز الأبيض، إلا أن البروتين الحيواني هو العامل المشترك في الأكلات الشتوية لكل من الكويت والأردن والمغرب.
في الكويت يتناولون أورمة الدجاج المكونة من دجاج بالكاري مضاف إليه بهارات متنوعة، تقدم في صلصة طماطم.
ويفضل الأردنيون تناول المنسف المكون من لحم ضأن مطهو في اللبن والزبادي، ويقدم مع الخبز والأرز.
ويوافق الشتاء في المغرب موسم حصاد البازلاء الخضراء والخرشوف، ويميل المغاربة إلى تناول هذه الخضروات مع الدجاج، ويطلق عليه “الطاجين” الذي يقدم من خلاله مجموعة من الوصفات الشهية.
وفي تركيا تعد “الشكشوكة” وجبة مفضلة للإفطار أو العشاء، وهي وجبة غنية بعناصر غذائية متنوعة، فهي تتكون من البيض المطهو مع الطماطم والفلفل الأحمر، والمتبل بعدد من البهارات وتقدم مع الجبن الفيتا، بالإضافة إلى وجبة “المهلمة” أو “الكويماك” ذات السعرات الحرارية العالية والمكونة من طحين الذرة وجبن وزبدة، ومن الممكن تناولها بالخبز.
كما يشتهر الأتراك أيضا بتناول مشروب السحلب في ليالي الشتاء الباردة، والكستناء المشوي كوجبة خفيفة مشبعة لاحتوائه على الألياف.
البطاطس ملكة المائدة
يشتهر المطبخ الفرنسي بالدقة والإبداع، والكميات الصغيرة غير المشبعة للكثيرين، لذا قد يكون الأمر مفاجئا للبعض أن هذا المطبخ يضم بعض الأطباق ذات السعرات الحرارية العالية.
بينما يعد “حساء البصل” مع الكريمة هو أكثر طبق شتوي شهير بفرنسا، فإن البطاطس تلعب دورا كبيرا في الأطباق الفرنسية الشتوية، فمنها يصنع طبق “أليغوت” المكون من بطاطس مهروسة مع الكريمة والجبن والزبد والثوم، و”يخنة البطاطس” التي تطهى ببطء في قدر مع مكعبات اللحم وبعض الخضروات، وأيضا “غراتان البطاطس” وهي شرائح من البطاطس مع الصوص الأبيض وقطع اللحم الرفيعة.
أما الأطباق الألمانية الشتوية فتمتاز باحتوائها على اللحوم بمختلف أشكالها، فهناك “لفائف اللحم” المكونة من شرائح لحم رفيعة ملفوفة ومحشوة بالخردل والبصل وقطع لحم صغيرة، وكذلك “يخنة اللحم” المطهو مع أكثر من نوع خضار ومضاف إليها مسحوق الفلفل الأحمر الحلو.
أما طبق “محشي الملفوف” على الطريقة الألمانية فهو ليس نباتيا على الإطلاق، لأن أوراق الملفوف تحشى باللحم المفروم والأعشاب، ثم تطهى وتقدم مع صلصة الطماطم.
ورغم شهرة إيطاليا الواسعة في المعجنات والمكرونة والبيتزا، فإن أطباقها الشتوية تتنوع بين سمك القد المملح المقدم مع البطاطس والبصل والأنشوجة في صلصة طماطم كلاسيكية، وحساء “ريبوليتا” المكون من خضروات الموسم مضاف إليها خبز غير طازج. وأخيرا “بولينتا تاراغنا” المميزة والمكونة من ذرة مطحونة “بولينتا” مطهوة مع الحليب والجبن والزبدة.
خصوصية المطبخ الآسيوي
للثقافة الآسيوية خصوصيتها، فغالبا ما تكون أكلاتهم الشهيرة غير مألوفة لدى العرب، فعلى سبيل المثال، في اليابان يتناولون “نيكومان” وهي كرات مصنوعة من العجين ومحشوة باللحم المفروم ومطهوة على البخار، أما طبق “ميزوتاكي” فمكون من اللحم والسمك والخضروات المطهوة معا في مرق غير متبل.
وبالانتقال إلى الصين، فإن كرات اللحم المطهوة على الطريقة الصينية واحدة من أكثر الأطباق الشتوية المشهورة هناك، وكذلك طبق “الونتون”، وهو مكون من شرائح ملفوفة حول حشو عبارة عن لحم أو جمبري مفروم، بالإضافة إلى طبق “تشاو مين” الشهير المكون من النودلز المقلية واللحم بأي من أشكاله مع إضافة البصل والكرفس.
ويتناول الكوريون يخنة لحم البقر “غالبي جيم” مع مكعبات البطاطس والجزر، أو “جيم دالك” التي تعد بقطع الدجاج بدلا من اللحم، مع إضافة البطاطا الحلوة والنودلز مع الصوص البني.
كما يفضلون تناول المحار الطازج الذي لا يظهر سوى بنهاية أكتوبر/تشرين الأول، وطهيه مع الزبدة والبصل والحليب، وأحيانا ما يتناولونه مع بعض البسكويت المملح.