الغارديان: الصراع (الغربي الغربي بأقنعة عربية) في ليبيا سيتفاقم وسيظل الشعب يدفع الثمن
لنكن جميعا على ما يرام.. كانت هذه هي عبارة اختتام المؤتمر الذي عقد في برلين هذا الشهر، والذي رمى على الأقل إلى البدء في إنهاء حرب حصدت آلاف الأرواح وشردت مئات الآلاف من البشر في ليبيا.
وقد اتفق المشاركون على أن التدخل الأجنبي يجب أن يتوقف وأن على الجميع أن يلتزموا بحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
لكن على الرغم من ذلك، كما تقول افتتاحية الغارديان اليوم، كان هناك سبب وجيه للتشاؤم، فقد تجادلت مضيفة المؤتمر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل علانية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول ما اتفق عليه بالفعل، وسرعان ما تجدد القتال مرة أخرى.
وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يوم الخميس أنها ستعلق جميع العمليات في منشأة بطرابلس وتنقل اللاجئين من الموقع، خوفا على سلامتهم وسلامة موظفيها وشركائها وسط تصاعد النزاع.
وتقول المنظمة الدولية إن العديد من المشاركين في مؤتمر برلين قاموا منذ ذلك الحين بشحن الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا، منتهكين بذلك الحظر بشكل صارخ.
ووصفت الصحيفة الأمر بأنه “نفاق” وبأنه كان أوضح ما يكون عندما انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أردوغان بأنه فشل في الوفاء بوعده بإنهاء التدخل واشتكى من إرسال سفن حربية تركية و”مرتزقة سوريين”، واستغربت الصحيفة إهمال ماكرون ذكر الإمارات ومصر، المشترين المتحمسين للأسلحة الفرنسية وأكبر مؤيدي أمير الحرب خليفة حفتر.
ورأت الصحيفة أن الشعب الليبي، الذي تحمل عقودا من استبداد معمر القذافي، عانى من الاضطرابات منذ أن أطاح به الثوار في عام 2011 بدعم من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأن حماقة الاعتقاد بأن الرجل القوي سيجلب “الاستقرار” أصبحت موثقة مرات عديدة.
وأضافت أن الاعتقاد بأن حفتر هو الجواب ليس مخزيا فحسب بل شاذا، وأنه على الرغم من سلطته الاستبدادية، فمن الصعب وصفه بأنه قوي حيث إن عمره 76 عاما وقد واجه مشاكل صحية خطيرة وفشل مرارا في تحقيق التقدم الذي توقعه حتى مع الدعم الخارجي المكثف، ومع ذلك فقد تبين له بوضوح أنه يستطيع الاستمرار في فعل ما يحلو له، وفي هذه الأثناء يزداد تعقيد وحمى الحرب بالوكالة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوروبا لديها كل الأسباب لمحاولة تحقيق الاستقرار في ليبيا، خاصة بالنظر إلى الطريقة التي استفاد بها تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من الفوضى هناك واليأس لوقف تدفقات اللاجئين مهما كانت التكلفة البشرية.
وفي حين أنه يجب عليها أن تزيد الضغط على فرنسا لكبح جماح حفتر ومؤيديه، إلا أن النتيجة البائسة لمؤتمر برلين كشفت أن الغرب ليست لديه نية ليصبح أكثر خشونة. كما أن اللاعبين الخارجيين يزيدون دعمهم للأطراف المتحاربة التي انتهزت الفرصة لتعزيز مواقعها العسكرية.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بأن الصراع سيستمر في التفاقم، بينما لا ترى القوى الأجنبية سوى المكافآت التجارية والإستراتيجية لتدخلها، وسيواصل الشعب الليبي دفع الثمن.