وضعوا المتاريس أمام مثوله.. ما الذي تخشاه إدارة ترامب في شهادة جون بولتون؟
![](http://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_auto,q_glossy,ret_img,w_780,h_441/https:/subahiyanews.com/wp-content/uploads/2020/01/983D864D-0DBC-4A9A-844B-283EBC7CF0FB.png)
بالأمس كان يسير في ركبهم، ويتحدث لغتهم، ويدافع عن سياساتهم، لكنه لم يعد كذلك، بعد أن وجد الرجل نفسه مطرودا تلاحقه اللعنات، وتشهر في وجهه السكاكين، إنه جون بولتون المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
فقد خرج من منصبه من الباب الخلفي غاضبا، دون أن يتحدث كثيرا عن أسباب مغادرته وظيفته المرموقة، التي قال رفاقه السابقون إنه قاتل لأجلها، في حين استخف الرئيس بنصائحه.
يعد الرجل السبعيني ذو الشارب الكثيف من صقور المحافظين، ويمثل نموذجا لليميني الملتزم والضيف المثالي على القنوات التلفزيونية والإذاعية اليمينية المؤيدة للرئيس دونالد ترامب؛ يدافع عن سياسات اليمين، وكذلك عن الرئيس على مدى السنوات الماضية.
واتسم تاريخه السياسي بالولاء الشديد لإسرائيل، وتستهويه الحروب، ويؤيد استخدام اليد الثقيلة في مواجهة أعداء الولايات المتحدة.
كان بولتون من أشد المؤيدين لحرب العراق، ودعم باستمرار العمل العسكري لتغيير النظام في سوريا وليبيا وإيران، واستخدام القوة العسكرية ضد كوريا الشمالية.
وهو من أشد المعارضين للاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته القوى الكبرى في مايو/أيار 2015، قبل أن تنبذه إدارة ترامب، بتأييد من بولتون العام الماضي.
ويعد بولتون على معرفة قوية بدهاليز البيروقراطية السياسية الأميركية بوصفه محاميا درس القانون في جامعة ييل العريقة، وعمل سابقا بوزارة العدل أثناء حكم الرئيس رونالد ريغان، وانضم إلى وزارة الخارجية في عهد جورج بوش الابن. وفي الوقت ذاته، له ولاء راسخ للجمهوريين.
سبب غضب مؤيدي ترامب أن بولتون -الذي ترك منصبه في سبتمبر/أيلول 2019، بعد خلافات مع الرئيس الجمهوري- أنه أبدى استعداده للإدلاء بشهادته في قضية عزل ترامب أمام مجلس النواب، وكرر ذلك بعد أن بدأت المحاكمة في مجلس الشيوخ، بل زاد على ذلك أن تحدث ضد الرئيس في كتاب جديد سُربت بعض مقتطفاته.
لقد حاول الجمهوريون وحلفاء ترامب مرارا وتكرارا التشكيك في مصداقية بولتون وتشويه سمعته بعد الكشف عن جوانب من مذكراته غير المنشورة التي تؤكد التهمة الرئيسية الموجهة للرئيس في محاكمة عزله في مجلس الشيوخ؛ أن ترامب متورط مباشرة في الضغط على أوكرانيا بتعليق مساعدات عسكرية وافق عليها الكونغرس ما لم يجر المسؤولون هناك تحقيقات في أنشطة تجارية مزعومة في أوكرانيا ضد نجل منافسه الديمقراطي جو بايدن.
على “فوكس نيوز”، هاجم شون هانيتي مقدم البرامج بولتون بسبب مقتطفات الكتاب المسربة، وتحداه في أن يأتي لبرنامجه ليقول ذلك، وقال “لقد عرفت جون بولتون منذ عقدين من الزمان، على ما أذكر؛ فقد اعتاد أن يكون زميلا هنا في قناة فوكس نيوز”. لكن الشبكة بسبب مواقفه حذفته من قائمة الأصدقاء الذين يشاركون في برامجها بعد أكثر من عقد من الظهور المنتظم.
لم يكن هانيتي الحليف الوحيد لترامب الذي حاول تشويه سمعة بولتون هذا الأسبوع؛ ففي مقابلة مع برنامج “هذا الصباح” على شبكة “سي.بي.إس” يوم الأربعاء وصف رودي جولياني محامي ترامب بولتون بأن ما قام به “طعنة في الظهر”. وقال جولياني “أجد شهادته حول الرئيس لا تكاد تصدق. لا أستطيع أن أتخيل أن رئيس الولايات المتحدة قال له ذلك”.
كذلك خرج ترامب بنفسه ليطعن في موظفه السابق قائلا إنه توسل إليه ليعطيه عملا، مشيرا إلى أنه “طُرد لأنه صراحة لو استمعت إليه لكنّا الآن في الحرب العالمية السادسة، ثم يذهب ليكتب كتابا كاذبا وشريرا. كلها معلومات متعلقة بالأمن القومي، من يفعل ذلك؟!”
يزعم مستشار الأمن القومي السابق أن ترامب أخبره في أغسطس/آب الماضي أنه يريد الاستمرار في حجب المساعدات العسكرية عن أوكرانيا حتى يتفق مسؤولو البلاد على المساعدة في التحقيق مع منافسيه الديمقراطيين. وتتعارض تعليقات بولتون هذه مع تأكيدات فريق الدفاع القانوني للرئيس بعدم وجود أي تضارب للمصالح في القضية مع أوكرانيا.
ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” -التي حصلت على نسخة من المقتطفات- زعم بولتون أن ترامب ربط الإفراج عما يقرب من أربعمئة مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بالتحقيق مع نائب الرئيس السابق جو بايدن وابنه هانتر بشأن أنشطة تجارية هناك.