ذا هيل: لماذا لم تستعد السلطة الفلسطينية للرد على خطة ترامب؟
سلطت خطة ترامب المزعومة للسلام في الشرق الأوسط الضوء على الخيارات المتناقصة للفلسطينيين، الذين يواجهون،الآن، قنبلة موقوتة في واقع إقليمي جديد ما لم تكن هناك حركة سياسية مهمة في الولايات المتحدة أو إسرائيل.
ورفض الفلسطينيون الخطة بشكل مباشر، حيث رد الرئيس الفلسطيني محمود عباس “بألف لا”، ودعا إلى احتجاجات جماعية، وكما أشارت الكاتبة لورا كيلي في مقال نشره موقع “ذا هيل” القريب من الكونغرس، فإن سبب هذا الرفض واضح للغاية إذا نظرت إلى الخارطة الغريبة للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وتحدثت الكاتبة عن تهديدات ترامب ونتنياهو بأن العد التنازلي للخطة قد بدأ لمدة أربع سنوات، حيث يمكن للفلسطينيين الانخراط أو المخاطرة بخسارة أي “تنازلات” منصوص عليها في الاقتراح.
ونقلت كيلي عن دان شابيرو ، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل في عهد اوباما، قوله إن الخطة عبارة عن خطاب ميت إلى حد كبير، ولكن تسهيل الخطوات الأحادية التي ستحدثها هو في الحقيقة ما يمكن أن يغير الوضع بشكل كبير.
وأشارت الكاتبة إلى أن خطة ترامب ستعزز الوضع الراهن الذي يعطي إسرائيل القول الفصل في جميع التدابير الأمنية في الأراضي الفلسطينية، وبالتالي السيطرة على حركة البضائع والأشخاص إلى تلك المناطق.
ورددت كيلي ما أكده النائب براد شنايدر بأن المبادئ التي تم الاتفاق عليها في السابق، بما في ذلك حل الدولتين، لا تتوافق مع خطة ترامب.
واستنتجت الكاتبة أنه لا يزال لدى السلطة الفلسطينية عدد قليل من الحلفاء للضغط على الخطة، وقالت إنه يمكن انتظار الانتخابات الأمريكية الرئاسية ، على أمل أن لا يفوز ترامب وأن يتم انتخاب إدارة اكثر مواتاة للجانب الفلسطيني، وفي حالة إعادة انتخاب ترامب ، فإن الأمور ستصبح سيئة للغاية بالنسبة للسلطة.
ولاحظ مقال “ذا هيل” أن السلطة الفلسطينية قد فشلت في إعداد رد مضاد، وأنه كان من الواجب أن تكون مستعدة منذ أكثر من عامين على ما حدث ولكنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد.
وأشارت الكاتبة إلى تصريحات لمفاوض فلسطيني سابق بإن فترة ولاية ترامب الثانية يمكن أن تعيد كتابة المعايير الأمريكية للسياسة في الشرق الأوسط، مثلما فعلت بنقل السفارة والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان ومستوطنات الضفة.
والمشكلة التي تواجه السلطة هي أن الدول العربية لم تقدم رفضاً صريحاً للخطة، بسبب القلق المزعوم لبعض الدول العربية من المواجهة مع إيران.
واختتمت كيلي المقال بتعليق سياسي ملفت للباحث جوناثان شانزر، نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ومقرها واشنطن، حيث قال إن الفلسطينيين تلقوا أكثر من دعوة للاستيقاظ على مدار العامين الماضيين مع تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية، لا سيما بين الدول العربية السنية، مضيفاً أن تكتيكات الدول العربية المزعومة مع ترامب عبر الدعم الضمني لخطته يجب أن تكون جرس انذار أن هذه الدول لا يمكن الاتكاء عليها الآن أو في المستقبل.