لقاء نتنياهو – البرهان يتجاوز الاستعراض إلى تعاظم النفوذ الصهيوني في افريقيا في ظل الانحسار العربي الرهيب
من الصحيح أن لقاء نتنياهو والبرهان، من حيث التوقيت، يهدف لخدمة نتنياهو في انتخابات الكنيست الشهر المقبل. ولكن اللقاء يتجاوز هذه الناحية الاستعراضية. فاللقاء يشير إلى تصاعد النفوذ الإسرائيلي في أفريقيا. فاللقاء حصل في أوغندا بالتزامن مع لقاء نتنياهو مع الرئيس الأوغندي الذي أعرب عن الموافقة المبدئية على افتتاح سفارة لبلاده في القدس الشرقية وتأتي الزيارة أيضاً بعد حوالي العام على إعادة العلاقات بين إسرائيل وتشاد. الاهتمام الإسرائيلي بأفريقيا قديم ويعود إلى السنوات الأولى لنشوء الكيان ونجحت إسرائيل خلال سنوات قليلة بامتلاك علاقات مع معظم الدول الأفريقية.
ولكن في العام 1973 تغير هذا الاتجاه وقطعت 21 دولة أفريقية علاقاتها مع إسرائيل بين شهري تشرين الأول والثاني/أكتوبر ونوفمبر، كنتيجة مباشرة لحرب 1973، وكانت أربع دول أفريقية أخرى قد قطعت علاقاتها بإسرائيل قبل ذلك ببضع أشهر لينتهي العام 1973 وإسرائيل تمتلك علاقات دبلوماسية مع أربع دول فقط من أصل أكثر من 50 دولة أفريقية. كانت حملة المقاطعة تلك نتيجة مباشرة لنفوذ الدول العربية الأفريقية. وبالتالي فعودة النفوذ الإسرائيلي هي نتيجة مباشرة لتراجع هذا النفوذ العربي. وفي الوقت الحالي يمكن تصنيف إسرائيل ضمن أهم عشر دول في العالم (بعد الولايات المتحدة والصين وروسيا وتركيا وفرنسا واليابان وبريطانيا) لناحية النفوذ الذي تمتلكه في القارة الأفريقية.