طريقة جديدة في تحديد إصابات كورونا المستجد ترفع حصيلته في الصين
أعلنت الصين الخميس أكثر من 15 ألف إصابة إضافية بفيروس كورونا المستجد، وهو رقم قياسي بررته بطريقة جديدة في تحديد الحالات، ما يكشف أن الفيروس أخطر مما قيل حتى الآن.
وسجل 99,9 بالمئة من الوفيات في العالم في الصين.
لكن رئيس قسم الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية ميشال راين اعتبر أن تصاعد عدد الاصابات الجديدة “لا يمثل تغيرا هاما في مسار” المرض.
وأضاف في تصريح صحافي أن “التطور الذي شاهده جميعكم في الساعات ال24 الماضية جاء، جزئيا، نتيجة تغير طريقة الابلاغ عن الحالات”.
وخارج الصين القارية، لم يؤد الفيروس سوى إلى وفاة شخصين: صيني في الفيليبين وامرأة ثمانينية في اليابان.
وأعلن وزير الصحة الياباني كاتسونوبو كاتو الخميس ان المرأة أصبحت أول مصاب بفيروس كورونا المستجد يتوفى في اليابان، لكنه اكد ان من غير الواضح ما إذا كان الفيروس هو السبب في وفاتها.
وفي العالم، فرض لأول مرة حجر صحي في فيتنام في منطقة واقعة قرب هانوي.
وفي الصين، اقيل تحت ضغط الرأي العام المسؤولان الرئيسيان في الحزب الشيوعي في هوباي (وسط) التي تفشى فيها المرض، وووهان كبرى مدنها، بسبب طريقة معالجة الأزمة.
وأعلنت اللجنة الوطنية للصحة الخميس عن 15152 حالة جديدة و254 وفاة اضافية. وهي أعلى حصيلة تسجل خلال 24 ساعة منذ ظهور الفيروس في كانون الأول/ديسمبر في مدينة ووهان.
وتدل هذه الارقام على التقليل من شأن الفيروس الذي اصاب رسميا حوالى 60 الف شخص وتسبب بوفاة 1367 في الصين القارية.
ويعود هذا الارتفاع إلى طريقة جديدة في تحديد الاصابات. فمن الآن وصاعدا باتت السلطات الصينية تحتسب الحالات “المشخصة سريريا”.
– “إجراء عملي” –
بمعنى آخر، فإن صورة شعاعية للرئتين باتت تعتبر كافية لتشخيص الفيروس، في حين كان لا بد حتى الآن من اجراء فحص الحمض النووي.
وصرح كنتارو ايواتا الأستاذ في جامعة كوبي في اليابان والخبير في الأمراض المعدية، “تعزو السلطات الاسلوب الجديد الى عزمها على تأمين علاج للمرضى في اسرع وقت ممكن، وهو حل منطقي”.
ويؤيد يون جيانغ الاخصائي في ملف الصين في الجامعة الوطنية الاسترالية هذا الرأي، ويعتبر ان الاسلوب الجديد “اجراء عملي”.
واضاف “لا اعتقد انه تم التلاعب بالارقام لاهداف سياسية لكنها ربما غير دقيقة جدا”.
وأقيل المسؤول الكبير في الحزب الشيوعي الصيني في هوباي جيانغ شاوليانغ من منصبه وبعده رئيس بلدية شنغهاي ينغ يونغ المقرب من الرئيس شي جينبينغ.
كما اقيل المسؤول الشيوعي الرئيسي في ووهان ما غوكيانغ.
– غضب –
وهذه الاقالات ليست مستغربة بسبب غضب الرأي العام الكبير. ويتهم قسم كبير من المواطنين منذ أسابيع السلطات المحلية بالتأخر في التحرك بعد تشخيص أولى الحالات.
وتحول هذا الاستياء إلى غضب عارم بعدما توفي الجمعة لي وينليانغ (34 عاما) الطبيب الذي كان أول من حذر من ظهور الفيروس ووبخته الشرطة لترويجه “شائعات”. وسرعان ما أصيب هو نفسه بالفيروس.
والأرقام المعلنة الخميس تختلف تماما عن تلك التي نشرت الاربعاء. وكانت الصين أشارت إلى أدنى عدد إصابات جديدة منذ نحو أسبوعين.
وأبدى الرئيس الصيني الأربعاء تفاؤله مشيرا إلى “التطور الإيجابي” للوضع.
وأثناء اجتماع الخميس في بروكسل، شدد وزراء الصحة الأوروبيون على ضرورة تحسين التنسيق فيما بينهم لمواجهة الوباء والتحسب من امكانية انقطاع امدادات الدواء وتجهيزات الوقاية المستوردة من الصين.
وبدت المفوضة المكلفة بالصحة ستيلا كرياكيدس واثقة، اذ اعتبرت أن “جميع الدول الأعضاء لها خطط عمل ومستوى استعداد جيد”.
وأكدت أنه “لم يبلغ حتى الآن عن وجود نقص في الأدوية”، في حين تتخوف عدة دول من هذا التهديد في حال استمر الوباء وقتا أطول.
وتمثل الصين منتجا مهما للمكونات النشطة الضرورية في صنع الأدوية.
– سفن عالقة –
ورست السفينة السياحية الاميركية “ويستردام” في كمبوديا حيث سيتمكن ركابها من النزول منها. وكانت بقيت في عرض البحر لاكثر من عشرة ايام بعد ان رفضت موانىء آسيوية السماح لها بالرسو خشية الوباء. وتقول الشركة المشغلة انه لم يتم رصد اي اصابة على السفينة.
وفي اليابان لا يزال الوضع متوترا على متن السفينة السياحية “دايموند برينسس” التي فرض عليها الحجر الصحي قرب يوكوهاما (شرق)، فقد شخصت 44 حالة جديدة ليرتفع عدد المصابين الى 218 شخصا.
من جانبه، اعتبر وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير ان الوباء قد يتسبب بتراجع النمو الفرنسي ب0,1 نقطة في 2020.
وجراء الخوف من العدوى، أعلن منظمو معرض برشلونة الدولي للأجهزة المحمولة إلغاءه بسبب المخاوف التي دفعت بعدة مجموعات إلى الانسحاب.
كما أعلن الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) الأربعاء أنه تم تأجيل سباق جائزة الصين الكبرى لسيارات فورمولا واحد ضمن بطولة العالم والمقرر في 19 نيسان/ابريل المقبل الى موعد يحدد لاحقا بسبب تفشي الفيروس.