هل باتت عودة تركيا الى الحليف الأميركي حتمية رغم مرارتها لاردوغان؟
وفيق السامرائي*
18/2/2020
الطموح الاردوغاني في زعامة ما يُوصَفُ بـ (العالم الإسلامي) لا حدود له وإلى حد ما إقليميا وطموحه في التطور التركي كبير.
لكن الطموح شيء والمعطيات والمعادلات شيء آخر.
ما ترونه اليوم من حروب تدميرية رغم تناثرها كانت ستكون أكثر فتكا عالميا لولا الردع النووي.
في مقال سابق قبل شهور قلنا ان الدور التركي في سوريا سيتراجع، ونلاحظ اندفاعا سوريا ربما فاق المتوقع وحيرة تركية..
في ليبيا قلب شمال أفريقيا، القيادة الروسية متهمة من وجهة نظر تركية بقيادة بوصلة الصراع لمصلحة المارشال حفتر وليس الإمارات والرياض، وهو اتهام صعب! بصرف النظر إن كان أم لم يكن، مع قناعتي ان الدور الروسي واضح، فالروس يريدون قاعدة في جنوب أوروبا، والبحر المتوسط سيد البحار مع تراجع أهمية نفط الخليج تدريجيا.
اردوغان لم يعد له صديق إلا قطر التي لولا قوتها المالية الهائلة لما صمدت..، لذلك، فهو في محنة.
التصالح الخليجي كلام تمنيات لا أكثر ولن يحدث.
حرف التاء المدورة لا تزال حسرة في نفوس بعض كبار سياسيي الخليج ممن يسعون إلى لغة التصعيد. فبدل (مجلس التعاون لدول الخليج العربية) يتمنون ان يكون (مجلس التعاون لدول الخليج العربي)، وقد لا يرونه لأنه موضوع مختلف عليه من عقود. أما العراق فليس معنيا باسم الخليج، ولو كان الخليج عراقيا لوصفته بعراقيته.
الآن، الموقف الاستراتيجي التركي حرج، وأكثر الاحتمالات ترجيجا أن تعود الى حليفها الأول. ترقبوا ذلك قريبا لطفا.