تايمز: الأمن الألماني تباطأ في التعامل مع خطر اليمين المتطرف
انتقد تقرير نشرته صحيفة تايمز البريطانية اليوم الحكومة الألمانية، ووصف تعاملها مع خطر العنف اليميني بالبطء والتهاون، بعد سنوات من التركيز على الخطر القادم من “إرهاب الإسلاميين”.
وأوضحت تايمز أن المعلومات المستخلصة حتى الآن من الهجوم المسلح في هاناو الألمانية تشير إلى اتجاه واحد هو أن هذا العمل نفذه “اليمين المتطرف” الأمر الذي يثير التساؤل حول قدرة أجهزة الأمن على وقف العنف المتصاعد بوتيرة عالية من قبل اليمين.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن طبيعة هذا التهديد وخطورته تتغيران بسرعة، ذاكرا أن شبكات النازيين الجدد تُعتبر عدوا قديما ومألوفا للسلطات، لكن سلسلة الأحداث الأخيرة تقع في نمط مختلف تماما.
رسالة عنصرية
وقبل وفاته، قام المسلح الوحيد في هاناو -الذي تم التعرف عليه مؤقتا باسم توبياس راثجين (43 عاما)- بنشر رسالة “غير مترابطة” من 24 صفحة إلى الأمة الألمانية بأكملها على الإنترنت. وتوحي في محتواها بأن القاتل شعر بأنه جندي في “حرب” ضد الجماعات أو الأعراق أو الثقافات الوطنية (التي تعيش وسطنا وتُعتبر مدمرة من كل النواحي”.
ووصف التقرير رسالة راثجين بأنها لا تحمل الملامح الأيديولوجية للنازية الجديدة أكثر من حملها ملامح اليمين المتطرف الدولي في نظريات المؤامرة التي يحملها عن الصراع العالمي بين الأعراق.
فالرسالة وفق التقرير تدعو إلى “محو” مجموعة من البلدان من المغرب غربا إلى الفلبين شرقا.
آلاف المتطرفين
وذكر التقرير أن الداخلية الألمانية تقدّر أن هناك الآن حوالي 12700 متطرف يميني يميلون إلى العنف، معلقا بأن ذلك سيمثل تحديا بحد ذاته، إلا أن ما يجعل الأمر أكثر صعوبة أن هناك عاملين أولهما وجود أنواع مختلفة من “اليمين المتطرف الهجين” عبر التواصل على الإنترنت، مع سهولة وسرعة حصول الأفراد على ترسانة من الاتصالات والأسلحة والإرشادات العملياتية والأفكار العنصرية.
والعامل الثاني أن الجهاز الأمني الألماني قد تم إعداده لسنوات عديدة للتركيز على خطر “إرهاب الإسلاميين”.
وتختم تايمز بأن النقاد يجادلون بأن أجهزة الأمن الألمانية ظلت ومنذ فترة طويلة راضية للغاية عن ظهور يمين متطرف غير متجانس وذي طبيعة كونية، أو على الأقل متجاهلة له، وبالتالي فشلت في تخصيص الموارد المناسبة لمراقبته.