الافلات من تداعيات الحروب التي يثيرها الغرب: لتفادي موجة هجرة جديدة من سوريا على أوروبا يجب إبرام صفقة جديدة مع تركيا
تقول صحيفة تايمز البريطانية إنه يتعين على أوروبا إبرام صفقة مع تركيا إذا أرادت تفادي موجة هجرة جديدة، وذلك في أعقاب التصعيد الراهن في إدلب بسوريا.
وتشير الصحيفة في افتتاحيتها إلى غرق طفل (6 سنوات) أمس الأول إثر انقلاب قارب يقلّ لاجئين في المياه الباردة قبالة الساحل اليوناني.
وتضيف أن الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات تخللتها صور لأطفال غارقين على الشواطئ، عندما كانت عائلاتهم تبحث عن الأمان وحياة أفضل.
وتقول إن هذه الصور لا توثق المآسي الشخصية فحسب، بل أيضا الفشل المزمن لدبلوماسية القرن 21 وطريقة الحكم فيه.
وتضيف تايمز أن موجة جديدة من مئات الآلاف من المهاجرين يمكن أن تتجه الآن نحو أوروبا، في وقت يهيمن فيه الشعور باليأس على القارة الأوروبية.
نهاية اللعبة
وتشير الصحيفة إلى أن المعركة في محافظة إدلب هي نهاية اللعبة بالنسبة لسوريا، وأن تركيا تريد ضمان أمن حدودها الجنوبية، وأن يكرّم الاتحاد الأوروبي جهودها في إيواء 3.7 ملايين لاجئ، وأن تستخدم روسيا نفوذها على رئيس النظام السوري بشار الأسد لإيقاف القصف على إدلب.
وتضيف أنه تم تشريد أكثر من ثمانمئة ألف سوري منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأنهم يقيمون في خيم قرب الحدود التركية المغلقة، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فتح حدود بلاده على مضض لمساعدة اللاجئين للوصول إلى الحدود اليونانية والبلغارية، مما يسهل دخولهم إلى الاتحاد الأوروبي، بينما تعهدت اليونان بتعليق جميع طلبات اللجوء، وأن تتخذ تدابير للدفاع عن حدودها.
وتضيف الصحيفة أنه بموجب اتفاق جرى في 2016 بين تركيا والاتحاد الأوروبي، فقد وافقت أنقرة على منع طالبي اللجوء من التوجه إلى أوروبا، وأن بروكسل قدمت في المقابل ستة مليارات يورو لتحسين الظروف المعيشية للاجئين في تركيا، على أن تتم إعادة أي مهاجر قام بالعبور من تركيا إلى الجزر اليونانية دون أن يكون قد حصل على حق اللجوء.
أردوغان والاتفاق
لم يشعر أردوغان بأنه حصل على الجزء الأفضل من الصفقة، حيث يريد المزيد من الأموال لدعم العدد المتزايد من اللاجئين، ويريد أيضا تسهيلات أكبر في منح تأشيرات الدخول للأتراك الراغبين في دخول أوروبا، وتقدما في مسار إنشاء اتحاد جمركي بين بلاده وأوروبا.
ولم يأخذ القادة الأوروبيون هذه المطالب على محمل الجد، ومن هنا كانت تقنية المساومة الصعبة التي يتبعها أردوغان، وهي نقل كل سكان إدلب إلى الاتحاد الأوروبي.
وتشير الصحيفة إلى قوافل الهجرة العظيمة إلى أوروبا في 2015، عندما فتحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حدود بلادها، وتقول إنه كان من شأنها أن غيرت وجه السياسة الأوروبية، وغذت الحركات الشعبوية وكسرت المشهد الحزبي.
وتضيف أن تركيا تماشت مع الصفقة بعض الوقت، ولكن الاتحاد الأوروبي لم يستخدمها بشكل جيد، إذ ما زال الاتحاد الأوروبي منقسما إزاء كيفية التعامل مع الهجرة الجماعية كما كان قبل خمس سنوات.
إعادة التفاوض
وتدعو تايمز إلى ضرورة تفعيل وقف إطلاق النار في إدلب، وتقول إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي بعد ذلك إعادة التفاوض بشأن الاتفاق الذي جرى مع أردوغان.
وتضيف أنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يكون له دور أكثر فاعلية في المساعدات الإنسانية، وأن تكون هذه مسألة ملحة للغاية بالنسبة للاتحاد، وأيضا لبريطانيا (التي ستكون سياسات الهجرة الخاصة بها مرتبطة دائما بما يحدث في أوروبا)، وذلك لأجل أولئك البائسين في سوريا الذين تقطعت بهم السبل في حرب تبدو بلا نهاية.