فيروس كورونا يثير قلق السياح في مصر بعد ظهور حالات جديدة
واصل السياح الأجانب زياراتهم لمعابد مدينة الأقصر (جنوب مصر) الثلاثاء ولكن القلق بدأ ينتابهم بعد ظهور اصابات بفيروس كورونا المستجد على متن مركب سياحي يرسو على النيل في المدينة.
ونهاية الأسبوع الماضي، تم نقل 33 راكبا و12 من أفراد طاقم الباخرة “ايه-ساره” المصابين بالفيروس الى المستشفى المخصصة للعزل في مرسى مطروح (شمال غرب مصر).
وأعلنت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد في مؤتمر صحفي الثلاثاء إن “من بين ال 45 الذين اصيبوا على متن المركب، اصبحت تحاليل 25 منهم اليوم سلبية” ولكنهم سيبقون في المستشفى معزولين لمدة 14 يوما وفقا لتعليمات منظمة الصحة العالمية.
وشددت زايد على أن 51 اصابة من الاصابات ال 59 التي تم رصدها في مصر ظهرت نتيجة “خطة التقصي” التي تبنتها الوزارة والتي تقوم بموجبها بالكشف على المخالطين لأي حالة محتملة.
واوضحت انه في اطار الخطة الاحترازية لمنع انتشار الفيروس قامت فرق من وزارة الصحة المصرية الاثنين باجراء تحاليل “لعينات عشوائية” للعاملين والسياح في كل الفنادق الثابثة والعائمة في الاقصر وأسوان “وجاءت النتائج سلبية بنسبة 100%”.
وأوضحت أن هذا الاجراء تقرر بسبب اكتشاف المصابين على متن المركب ايه-ساره التي كانت تقوم برحلة في النيل بين أسوان والأقصر.
وبقي الركاب وأفراد طاقم الباخرة الذين جاءت تحاليلهم سلبية للفيروس معزولين على متنها بحسب ركاب اتصلت بهم فرانس برس ومصادر دبلوماسية عدة.
وقال وزير السياحة المصري خالد العناني أن وزارة السياحة ركزت على الأقصر وأسوان “لأن المشكلة الوحيدة (المتعلقة بفيروس كورونا في مصر) هي على مركب كان يقوم برحلة نيلية في الصعيد”.
وأكد أنه “في العالم كله حصل تراجع في السياحة ومصر حصل فيها تراجع ولكن المعدلات عندنا ليست أكبر منها في دول أخرى”.
-“كورونا لن يمنعني”-
وفي معبد الكرنك المشمس بالأقصر، كانت مجموعات كبيرة من السياح الأميركيين والبريطانيين والالمان والمكسيكيين يلتقطون الصور “السيلفي” بجوار الأعمدة الطويلة للمعبد المنقوشة بالكتابات الهيروغليفية.
وكان عدد قليل من السياح يرتدون الاقنعة الواقية من الفيروس.
وقالت فيكتوريا بنفيتو وهي سائحة كندية في الثانية والعشرين من عمرها لفرانس برس “بصراحة بدأت أنزعج قليلا من هذا الموضوع (فيروس كورونا)”.
وتابعت “حتى بعض الأهالي هنا لا يقتربون مني لأنهم يخشون أن أكون مصابة بكورونا .. ولكن ذلك لن يمنعني من المجيء الى هنا (مصر)”.
وأوضحت انها كانت في اسرائيل ثم ذهبت الى الاردن وزارت العقبة وهي قريبة جدا من مصر فركبت المركب وجاءت “لرؤية الثقافة والتاريخ”.
وتابعت “أنا أدرس كي أصبح ممرضة ولذلك فانا احترس من الجراثيم بشكل عام واحتفظ معي دائما بمطهر وعندما أصعد الى الحافلة أضع منديلا شخصيا حول فمي لأتأكد أنني لا أختلط بأحد”.
وختمت “لكني أحاول الا أفكر في الأمر”.
غير أن المرشد السياحي المصري حسن راضي (52 سنة) ابدى “تفاؤلا”.
وقال لفرانس برس “الحياة طبيعية جدا . قد تكون هناك حالة (اصابة بكورونا) أو اثنتان ولكن ليس معنى ذلك أن البلد انتشر فيه هذا المرض”.
وأضاف “لسنا خائفين ونخرج كل يوم الى أعمالنا ولا أحد من السياح يشعر بالقلق”.
وتابع “كانت معي مجموعة من السياح دخلوا يغلسون ايديهم في معبد الاقصر وسمعتهم يضحكون ويغنون +فيفا كورونا+.. لم يكونوا خائفين بل كانوا يمرحون”.
وقال ايضا “سمعت أن السياحة تأثرت (بسبب فيروس كورونا) لكني لم الحظ هذا التأثير في المعابد”.