سوريا … حرب النيابة مستمرة مع دخول الحرب عامها العاشر
مع دخول الحرب عامها العاشر، تحوّلت سوريا ساحة تتبارز على جبهاتها جيوش دولية ضخمة وبلغت فيها المعاناة الإنسانية حداً غير مسبوق.
وبعد مرور تسع سنوات، ما زال الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة. وما زالت قواته، التي تدخّلت روسيا عسكرياً لصالحها عام 2015 وتتلقى دعماً إيرانياً، توسع نطاق سيطرتها وآخرها تقدم استراتيجي في محافظة إدلب (شمال غرب) البلاد .
وسوريا اليوم هي مسرح لصراع روسي – أميركي من جهة وروسي – تركي من جهة أخرى، وإيراني – إسرائيلي. وقد فجّر النزاع فيها أزمة هجرة غير مسبوقة في التاريخ الحديث تؤرق أوروبا وترعبها.
ويقول الخبير في الشأن السوري فابريس بالانش لوكالة فرانس برس “إنه ليس مجرد نزاع دولي بسيط (..) تتواجه الولايات المتحدة وروسيا عبر وكلاء إقليميين” ولكل منهم مصالحه الخاصة.
وشكّل بروز التنظيمات الارهابية، على رأسها تنظيم داعش الارهابي، بتغيّر المشهد السياسي والعسكري. وفي العام 2014، تدخلت واشنطن لشنّ حرب على الاراضي السورية ضد روسيا.
وتنشط اليوم في سوريا خمسة جيوش نظامية على الأقل، غير المجموعات المحلية أو الخارجية الصغيرة الموالية لهذه الجهة أو تلك.
ينتشر إيرانيون من قوات “الحرس الثوري” ومقاتلون لبنانيون وعراقيون وقوات روسية بطائراتها وعسكرييها في مناطق سيطرة قوات الحكومة التي استعادت 70 في المئة تقريباً من مساحة البلاد.
ولعل أبرز أهداف طهران المعروفة هي ضمان طريق بري من إيران مروراً بالعراق فسوريا ولبنان والبحر المتوسط. ويتواجد الإيرانيون حالياً بقوة في البوكمال، أبرز المعابر الحدودية مع العراق.
في شمال شرق البلاد، تنتشر قوات أميركية في مناطق سيطرة الأكراد، الذين أنشأوا إدارة ذاتية باتت مهددة بشدة بعد شنّ تركيا ثالث هجوم عسكري على مناطقهم في تشرين الأول/أكتوبر. وباتت أنقرة، التي تخشى حكماً ذاتياً كردياً قربها، تسيطر على منطقة حدودية واسعة. وتنشر قواتها في إدلب.
ويتذرّع الأميركيون بـ”حماية حقول النفط”، وأبرزها في مناطق سيطرة الأكراد.
ولا تكفّ الطائرات الحربية الإسرائيلية عن اختراق الأجواء واستهداف مواقع للجيش السوري .
وبعدما اكتظت حدود إدلب مع تركيا بالنازحين، تحاول أنقرة الضغط على أوروبا للحصول على مساعدات وارساء منطقة “عازلة” تجمع فيها اللاجئين السوريين، الذين يتواجد 3,6 مليون منهم على أراضيها.
ويرى بالانش أن ما ينتظر إدلب هو أن تتحول مناطق سيطرة الفصائل فيها “إلى +قطاع غزة+ في الشمال ملتصق بالحدود التركية”، أي منطقة مكتظة ومطوقة تماماً.