كتاب وآراء

رأسمالية أصحاب المصلحة نموذج ألماني ملهم، مقابل رأسمالية أصحاب الأسهم

أميرة الحداد*

فرصة للتعلم: قبل أن تُفعل الحكومة الألمانية أى اجراء تستخدم فيه الدوله قدراتها السلطوية كغلق المدارس. كانت برامج التلفزيون المتعدده تستضيف “يوميا” مجموعة من الناس مكونة من وزير الاقتصاد، وزير المالية، الرئيس الفدرالى لأى من البلدان الألمانيه، طبيب فيروسات مرموق، ممثلى اتحاد الفنادق وقطاع السياحة، ممثلين قطاع الترفيه (سينمات مسارح، دور عرض ال concerts)، ممثلى العاملين اعمالا حرة (ادباء، فنانين، رسامين، رياضيين)، ممثلى اتحادات الرياضة، وخبير قضائى على دراية واسعة بحقوق وواجبات الأفراد والدولة وغيرهم من الأفراد. نعم جميع اطراف المجتمع لها من يمثل مصالحها المشتركة. فلم تغلق الحكومة المدارس والجامعات قبل ما توصلت لقرار ان المدرسين سيستمروا في التواجد لرعاية ابناء الأطباء و الممرضين والبوليس. ولم يفعلوا غلق المحال قبل ان يفعلوا ما يسمي بال Kurzarbeitergeld. وهو ان تدفع الحكومة للشركات التي تقدم طلبًا ٦٠٪؜من الأجر لموظفي الشركة (دون العمل او في ظل أوقات عمل اقل،٦٧٪؜ اذا كان العامل عائلا). المحال هنا ستغلق ابوابها ابتداء من الغد فقط لهذه الأسباب. ويتجلى اشراك الاطراف فى الحوار و اعلام المواطنين بخطورة الموقف وكيف ستتعامل الحكومات معه. وهكذا كل الإجراءات او معظمها مدروس ومعمول حسابه مسبقًا. وفى اطار الحوار يلفت ممثلى الشركات و غيرهم النظر مثلا ان جعل الاقتراض سهلا ليس حلا كافيا، حيث ان الشركات مثلا ستحتاج الى ضعف ايراداتها مستقبلا كي تفى بخدمة القرض (زى ما قالوا محتاج ابيع نفس الترابيزه مرتين) وهذا ليس ممكنا. وطوال الحلقة تظهر امورا جديدة فيقول الوزير فعلنا الكثير والكثير وهذا الحوار يدفعنا الى النظر فى المزيد. ويكرر الطبيب ويتهم الحكومة بالتباطؤ فى التفكير. ويعترف الوزراء بصحة ذلك ولكن انهم فى اجتماعات عن بعد (سكايب) طوال الوقت حتى يصلون لحلول عملية تغطى العديد والعديد من مشاكل التطبيق. الحقيقة شئ مفرح الواحد يشوف بعنيه كيفية تطبيق الديموقراطية وكيف يتفاعل الجميع “دون حساسية”، بل بشعور متبادل بأهمية جميع الاطراف وضرورة سماع صوتها حتى لا يُغفل أو يُنسى. لا تحاول الحكومة تكذيب اى أمر حقيقى حتى وإن اظهر ضعفها، ولا تحاول اخراس اى من المتحدثين بل تسمع بانصات وبشعور عميق جدا بالمسؤلية. نفسى اشوف مصر كده فى حياتى. فليحفظ الله الجميع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى