آسفين يا ريس.. ترمب!
حافظ الميرازي*
يمكنك أن تنتقد النزعة الفردية للمواطن الأمريكي التي تجعله يفزع من الكوارث فيهرع لإيجاد حلول لنفسه، خشية فشل المنظومة..
وان تنتقد النظام الانتخابي الذي سمح للممثل السينمائي رونالد ريحان ان يستخدم مهارات الصوت والصورة والأداء والمال لتمويل حملة انتخابية اوصلته للبيت الأبيض ولفترتين، ويتزعم العالم بدعوى انه اسقط الاتحاد السوفيتي..
مثلما أوصلت مهارات تليفزيون الواقع، اليميني المحافظ بالمثل دونالد ترمب للوصول إلى الحكم.. مع أن منافسيهما أكثر ثقافة وفكرا وخبرة سياسية..
لكن هذا النظام السياسي الانتخابي بكل عيوبه وتعقيداته ومفارقاته، هو الذي جعل دونالد ترمب يتحول من التهكم على فيروس كورونا وإلقاء اللوم على الإعلام والمعارضين الديمقراطيين له في تخويف الناس من خطر زائف، إلى تصدر الساحة وعقد مؤتمر صحفي يوميا للرد بكل رحابة وتواضع على نفس الاعلام الذي كان بهاجمه، بعد ان كان يكتفي بالتويتر لمخاطبة الناس بدون اعلام، ثم يجمع كل المسئولين المعنيين حوله، ويعطيهم المنصة ويقف خلفهم، ويفتح خزائن أمريكا حتى المخصصة للحرب، للصحة المجانية والمساعدات والاعانات وكل ما لايتخيله أحد ان يقوم به ليبرالي يساري او ديمقراطي وليس يمينيا محافظا كترمب.
نعم.. من حقه الآن علينا بعد أن صعد إلى مستوى التحدي، ولو بفضل نظام انتخابي سيعاقبه المواطن فيه بصندوقه إن أخطأ، ان نقول له ولنظام بلده الدستوري:
آسفين.. يا ريس ترمب
آسفين.. أمريكا، حتى لو صوتّي بانتخابه لفترة ثانية.. وحتى لو زعم فضل هزيمة كورونا لنفسه، مثلما زعم ريجان فضل هزيمة الشيوعية وكسب الحرب الباردة?