الغرب يثير الحروب في المنطقة العربية ويتهرب من تحمل مسؤولياته إزاء اللاجئين وانتشار الكورونا بينهم
في الوقت الذي تعاني فيه دول أوروبية غنية من الضغوط على نظامها الصحي بسبب فيروس كورونا، كما هو الحال في بريطانيا وإسبانيا وفرنسا، تبدو الأوضاع أكثر صعوبة في الدول التي تعاني من قلة الموارد، خاصة إذا كانت تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين.
وحسبما يقول ديفيد ميليباند، رئيس اللجنة الدولية للإغاثة، وهي منظمة خيرية غير حكومية تعمل في أكثر من 40 دولة، أن اللاجئين، والعائلات التي اضطرت للنزوح من مساكنها بسبب الحروب والصراعات، معرضون لمخاطر أكبر بسبب إنتشار فيروس كورونا.
وحذرت عدة منظمات تعمل في مجال إغاثة ودعم اللاجئين من الآثار الكارثية على معسكرات اللاجئين إذا انتشر فيروس كورونا بين من يقيمون فيها.
كما حذرت السلطات اليونانية من تفشي فيروس كورونا في الجزر اليونانية التي تأوي آلاف اللاجئين، مثل جزيرة ليسبوس.
وفي لبنان، الذي يأوي نحو مليون ونصف مليون من اللاجئين، تزايدت المخاوف من انتشار الفيروس في مخيمات اللاجئين، خاصة مع وجود عشرات المصابين بالفيروس بين اللبنانيين أنفسهم. وكان وزير الصحة اللبناني، حمد حسن، حذر من أن فيروس كورونا أنتقل من مرحلة الإحتواء في لبنان إلى مرحلة الإنتشار.
وتقول جيهان القيسي المديرة التنفيذية لاتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان إن هناك “ما يشبه حالة شلل تام في عمل المؤسسات الإغاثية والدولية” الموجودة في لبنان فيما يتعلق بتقديم الخدمات التوعوية والإغاثية للاجئين السوريين الموجودين داخل الأراضي اللبنانية حول فيروس كورونا وسبل الوقاية منه، وترجع ذلك إلى القيود المفروضة على الحركة والتنقل داخل لبنان الذي شهد تسجيل عدد من الحالات المصابة بالفيروس.
وهناك مخاوف مماثلة في قطاع غزة الذي يعاني من نقص حاد في الخدمات الصحية، وقدرته على مواجهة اي انتشار للوباء بين سكانه. ولم يشهد قطاع غزة حتى الآن تسجيل أي إصابات بفيروس كورونا، بحسب وزارة الصحة في القطاع، التي أعلنت أنها تقوم بانفاذ الحجر المنزلي الالزامي لنحو 2667 حالة ممن عادوا خلال الأيام الماضية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.
وبينت الصحة أنها قامت بفحص 19 حالة اشتباه خلال الأيام الماضية وجميعها كانت سلبية ، بينما تم تشكيل خلية أزمة لوضع الخطط اللازمة للتعامل مع الفيروس في حال ظهور حالات