علوم وتكنولوجيا

أن تستشعر كورونا في الولايات المتحدة… تبا لترامب وإدارته واستغلال آلام الناس

خليل الاناني*
منذ عدة أيام شعرت بإرهاق وتعب زادا بشدة ليلة أول أمس مع كحة خفيفة وصداع مؤلم ورعشة جسدية. اتصلت على وحدة صحية للطوارئ urgent care unit قريبة من سكني بشمال ولاية فيرجينيا أثناء عطلة نهاية الأسبوع، وسألت السيدة التي جاوبتني عن إمكانية القدوم للوحدة للاطمئنان وربما أيضا عمل اختبار فيروس كورونا. بدت السيدة وكأنها مرعوبة وقلقة وكأنني سأصيبها بالعدوى عبر الهاتف، رغم أنني فقط سألتها عن إمكانية عمل الاختبار ولم أخبرها عن الأعراض التي اشعر بها، كما أن لدي تأمين صحي ولن يتم فحصي مجاناً. وكان كل ما قالته السيدة المرعوبة هو أن عليّ الاتصال بمركز الوقاية من الأوبئة والأمراض CDC واستشارتهم.
ذهبت للموقع الإلكتروني لمركز الوقاية فلم أجد أية معلومات أو ارشادات حول كيفية عمل الاختبار سوى الاتصال بالوحدة الصحية التي أتبع لها. ذهبت لموقع الوحدة الصحية فوجدت أن مواعيد العمل الرسمية هي كالمعتاد من الاثنين وحتى الجمعة من ٩ صباحا وحتى ٥ عصرًا وكأننا في أيام عادية وكأن ليس هناك وباء يجتاح العالم!
لم يكن أمامي سوى اتباع التعليمات والإرشادات كما لو أنني مصاب بالفيروس، فبدأت حجر منزلي من باب الاحتياط، وشرب السوائل، وأخذ المسكنات. واليوم بدأت أشعر بتحسن الحمد لله باستثناء صداع خفيف أثناء الحركة، وأعتقد أنه كان دور برد موسمي (أو هكذا أتمنى وأدعو الله).
أحكي هذه القصة (وهي لا تقارن بقصص ومآس أخرى كثيرة بدأت في الظهور) وأنا أتخيل ماذا قد يحدث مع شخص مريض فعلياً بالفيروس، أو مع شيخ عجوز يعاني أمراضاً خطيرة، أو مع شخص ليس لديه تأمين صحي، وكيف ستكون حالهم؟ وهي قصة حزينة قصيرة تكشف ضعف المنظومة الصحية بأميركا، وانحطاطها الأخلاقي، وانعدام كفاءتها.
وأخيراً: تباً لترامب ولإدارته، وللبيروقراطية الطبية الأمريكية، وللنيوليبرالية الأوليجاركية بذراعيها الديمقراطي والجمهوري، ولأصحاب البج كوربوريشنز الفاسدين، ولكل من يستغل آلام الناس للبيزنس والتربح دونما اعتبار لمأسيهم وظروفهم الإنسانية.
ربنا يرفع عنا جميعاً الوباء والبلاء، ويحفظ عباده من كل مكروه وسوء.
#علي_الهامش
#كورونا_المستجد

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى