فلسطين المحتلة

اعتداءات الكيان الاسرائيلي: بأدوية تكفي خمسة مصابين.. مستشفيات القدس المحتلة تستعد لكورونا بإمكانيات بائسة

يعيش نحو 360 ألف مقدسي حالة من الارتباك في ظل تفشي فيروس كورونا واستمرار إعلان وزارتي الصحة الفلسطينية والإسرائيلية عن دخول أشخاص جدد دائرة الإصابة بهذا الوباء. هذا التفشي فتح الأبواب لطرح أسئلة عن مدى جاهزية المدينة وسكانها لمكافحة الفيروس، والخطوات التي اتخذتها مستشفياتها لمواجهة هذه الأزمة.
يتلقى المقدسيون عادة الخدمات الطبية عبر “صناديق المرضى الإسرائيلية”، في حين يُحرم نحو 40 ألفا منهم من هذه الخدمات بادعاء “مؤسسة التأمين الوطني” ووزارة الداخلية الإسرائيلية أن هؤلاء يقيمون خارج حدود بلدية القدس، أو بسبب مشاركتهم في نشاطات سياسية أدت لحرمانهم من هذا الحق.
والملاذ الوحيد لهؤلاء هو مستشفيات شرقي القدس مثل “مستشفى المقاصد الخيرية”، الذي يقول مديره العام هيثم الحسن إنه تم الاستعداد لاستقبال الحالات المصابة بكورونا عبر تخصيص مبنى منعزل كان مخصصا في السابق لجراحة الأعصاب، ويحتوي على 22 سريرا، منها خمسة أسرة للعناية المكثفة، بالإضافة إلى غرفتي عمليات.
  قسم الاستقبال في مستشفى المطلع بالقدس (الجزيرة)
 قسم الاستقبال في مستشفى المطلع بالقدس 

إمكانيات محدودة
لكن المستشفى -حسب الحسن- يفتقر إلى الطاقم المتخصص للتعامل مع أعراض هذا الفيروس، و”لا يوجد لدينا طبيب متخصص بأمراض الرئة، وإذا وصلتنا حالات حرجة فإننا سنكون في أزمة حقيقية، وسنعتمد على أطباء التخدير والأمراض الباطنية لمواجهة الأزمة”.

كما يعاني المستشفى أيضا نقصا في الأدوية اللازمة للمرضى، ولا يتوفر فيه سوى مئتي حبة من دواء “الكلوروكين”، التي تكفي لخمسة مرضى فقط.
ورغم وصول الديون المستحقة على وزارة الصحة الفلسطينية، نتيجة تحويل مرضى لمستشفى المقاصد، إلى 63 مليون شيكل (حوالي 17 مليون دولار)، فإن مدير المستشفى قال “نحن ناشدنا السلطة الفلسطينية دفع الديون المترتبة عليها، لكننا ندرك في الوقت ذاته عمق الأزمة المالية التي تمر بها بسبب الفيروس، ولا بد أن تلتفت لنا الدول العربية والإسلامية ورجال الأعمال في هذه المرحلة”.
أما مدير “مستشفى المطلع” وليد نمور فيقول إنه منذ ظهور حالة الإصابة الأولى في مدينة بيت لحم، انطلق المستشفى في خطة طوارئ لمواجهة هذه المرحلة، وأوقف تقديم خدماته للمرضى الذين تحتمل حالاتهم الانتظار، وأجل الكثير من العمليات الجراحية غير المستعجلة، حيث انخفضت نسبة تشغيل المستشفى من 115% إلى 40%.
  المبنى الخاص الذي سيستقبل فيه مستشفى المقاصد حالات الإصابة بفيروس كورونا (الجزيرة)
 المبنى الخاص الذي سيستقبل فيه مستشفى المقاصد حالات الإصابة بفيروس كورونا 
وأضاف نمور أن المستشفى اضطر لتأمين المبيت لمرضى غسيل الكلى ومرضى السرطان، الذين يتلقون جلسات العلاج الإشعاعية والكيميائية، في فنادق بالقدس، بالإضافة إلى كثير من الأطباء والممرضين والموظفين الذين يتعذر عليهم العودة لمنازلهم في ظل الإغلاق.
وعلى صعيد التحضير الميداني للوباء، قال “المستشفى يضع اللمسات الأخيرة لمبنى خارجي يحتوي على 12 سريرا، ستكون مخصصة لمرضى المستشفى فقط إذا أصيبوا بالفيروس، ولكنه لن يتمكن من استقبال حالات خارجية، فحسب المعايير الدولية يمنع على المستشفى استقبال مرضى مصابين بأمراض معدية لأنه يخدم مرضى السرطان وغسيل الكلى ذوي المناعة المتدنية، لذلك سيخصص المبنى الجديد لمرضاه فقط إذا أصيبوا بالفيروس”.
وحول القدرة الاستيعابية للمستشفيات في القدس الشرقة، قال نمور “المستشفيات الستة غير قادرة حتى على استقبال عشرات الحالات، ففي المطلع سنوفر 12 سريرا لمرضانا فقط، وسيوفر المقاصد 22 سريرا، والمستشفى الفرنساوي 28 سريرا، وهذه هي القدرة الاستيعابية في أفضل حالاتها”.
  القسم الخاص الذي جهزه مستشفى المقاصد لاستقبال حالات مصابة بكورونا (الجزيرة)
 القسم الخاص الذي جهزه مستشفى المقاصد لاستقبال حالات مصابة بكورونا 

عوائق
أما الأكاديمي فؤاد أبو حامد مدير أحد فروع صناديق المرضى الإسرائيلية (كلاليت) في بلدة بيت صفافا، فيقول إن “كثيرا من المقدسيين لا يعرفون حقوقهم في القطاع الصحي، وعدم إجادة كثيرين للغة العبرية يعد عائقا أمامهم في هذه المرحلة”.

وأوضح أن هناك الكثيرين الذين لا يعرفون لمن يتوجهون، ولا يدركون أهمية الفحوص الميدانية، و”هذه المعطيات تقول إن هناك الكثير من المصابين غير المكتشفين بالقدس”.
كما أشار إلى بعض البلدات التي أنشأت غرف طوارئ في مخازنها ونواديها، معتبرا ذلك “غير مجد لأنه يشكل تجمعا بطريقة أو بأخرى”، مضيفا أن المصابين الذين تم اكتشافهم في بيت صفافا وشرفات “يتعرضون للتنمر، خاصة من لم يحتج منهم للتوجه للمستشفى لأن حالته طفيفة”.
وأوضح أن أطفالهم المصابين يتعرضون للتنمر في الشارع، منبها إلى “ضرورة استعداد لجان الطوارئ لمثل تلك الحالات، وتوفر لهم آلية لتوصيل الطعام والأدوية لهم، وفتح خط ساخن للدعم النفسي”.
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى