نموذج نجيب ساويرس.. الرأسمالية المصرية بين: خفة الدم وقسوة القلب
حافظ الميرازي*
امتدحت في البوست السابق لميس الحديدي، كمذيعة تناقش ضيوفها بتخصص وتجرد، دون بهارات او مزايدات على الضيف معه او ضده.. وإن كنت غير راض عن عدم حشرها في الحائط، نجيب ساويرس كمحاورة بسبب اجاباته.
خفة ظل ودم “نجيب،” كما تناديه لميس، بدأ منذ بدأ وانهى حواره ساخرا ومتندرا على الحجر في المنزل، حتى مع احبائه، مثلما يتندر المصريون بخفة ظلهم على كل شئ.
لكن قسوة الرأسمالي: “الخواجة نجيب” تأتي في تشابه الحلول التي يقدمها لشعبه بمنطق دونالد ترمب، فبينما يعتزل نجيب او يبتعد حتى عن مساعديه بثلاثة امتار، فهو يطلب عودة الموظفين والعمال والأعمال بسرعة، فالاقتصاد أهم من نسب الوفيات!
كما ذُهلت عندما عرفت مما قال ان اصحاب الفنادق وشركات السياحة يدفعون فقط “ربع المرتب” لموظفيهم (وليس حتى نصفه) وقت الشدة بينما كانت هذه الشركات تحقق هوامش ربح هائلة في أوقات الرخاء وانتعاش السياحة، ولم تعط موظفيها آنذاك علاوة شهرية ضعف او ربع المرتب!
أما استثمارات رجل الأعمال الأول في مصر فلن تؤثر على عمالة او بطالة كثيرين، ببساطة لأنه امّن نفسه بنقل نصف ثروته للذهب، كما قال سعيدا، وبالتالي كلما اغلقت المناجم عملها وسرّحت عمالها، كلما زادت أسهم نجيب ساويرس!
ماذا قدم الباشمهندس نجيب لمساعدة الناس او المستشفيات او الحكومة في هذا الوباء: لا شئ، ذكره في لقائه امس.
وإن كان للانصاف، قد أورد بعد المقابلة، عبر تويتر، ان مؤسسة ساويرس للتنمية قبلت تحدي بنك اسكندرية بدعم ٦٠ الف اسرة.. تُشكر عليه بالطبع، رغم ضآلته نسبيا لو توقفت عائلة ساويرس عندها.