الحرب على سوريا للعام العاشر: 8 ملايين سوري معرضون لانعدام الامن الغذائي بسبب (كورونا)
جنيف – 31 – 3 (كونا) — حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء من تعرض ما يقرب من ثمانية ملايين سوري الى خطر انعدام الامن الغذائي بعد تأكيد ظهور حالات إصابة بفيروس (كورنا المستجد – كوفيد 19) في البلاد.
وقالت المتحدثة الإعلامية باسم البرنامج اليزابيث بايرز في مؤتمر صحفي عن بعد ان السوريين سيحتاجون الى دعم البرنامج اكثر من أي وقت مضى للبقاء في صحة جيدة لاسيما مع هشاشة الوضع بالفعل في هذا البلد.
واوضحت المتحدثة ان سوريا تواجه إغلاقا تدريجيا بسبب “الجائحة” ما يعني ان عائلات معرضة لخطر المزيد من الوقوع في براثن الفقر بسبب فقدان الدخل وتدهور الاقتصاد وارتفاع أسعار المواد الغذائية “وسوف يصبح النظام الغذائي المغذي والكافي الضروري لتقوية جهاز المناعة لديهم بعيدا عن متناول الكثيرين”.
ولفتت الى ان المراجعة الأخيرة لبرنامج الأغذية العالمي في سوريا بشأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية كشفت أن الأسر تعتمد بشكل متزايد على استراتيجيات التكيف السلبية وهذا يشمل تقليل عدد الوجبات التي يتناولونها كل يوم وأحجامها وبيع الماشية والأصول من أجل شراء الطعام والوقع في براثن الديون.
في الوقت ذاته لفتت المتحدثة الى نزوح أكثر من 939 ألف شخص بسبب النزاع المتصاعد في شمال غرب سوريا منذ ديسمبر 2019 وهم يعيشون الآن في مخيمات مكتظة بالسكان حيث يمكن أن يكون لانتشار الفيروس عواقب مدمرة.
وشددت على ضرورة استمرار تقديم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة الى المتضررين لاسيما وان البرنامج قدم في شهر مارس الجاري خدماته لقرابة 5ر1 مليون شخص في جميع أنحاء شمال غرب سوريا.
وأكدت بايرز اهمية أن يستمر برنامج الأغذية العالمي في توصيل الغذاء إلى هذه الأسر من خلال عملياته عبر الحدود من تركيا حيث أن هذا الغذاء ضروري للحفاظ على قوة الناس وبناء أنظمتهم المناعية.
كما بينت ان برنامج الأغذية العالمي تقدم أغذية منقذة للحياة لنحو 5ر4 مليون شخص في سوريا كل شهر مشيرة الى انه يعمل الآن على زيادة دورات التوزيع وساعات العمل خلال اليوم وإنشاء محطات غسل اليدين ودعم المستفيدين لممارسة التباعد الاجتماعي في نقاط التوزيع واستخدام الرسائل القصيرة لإعلام العائلات عندما يمكنهم جمع المساعدة لتجنب الازدحام.
في الوقت ذاته حذرت من تبعات تعليق برنامج التغذية المدرسية لبرنامج الأغذية العالمي بعد إغلاق جميع المدارس بسبب انتشار الفيروس ما سوف يؤثر على أكثر من مليون طفل لاسيما وان هذا الطعام يوفر للأطفال في جميع أنحاء البلاد العناصر الغذائية التي يحتاجونها للبقاء في صحة جيدة.
وقالت المتحدثة ان برنامج الأغذية العالمي في سوريا يبحث عن بدائل حتى لا يجوع هؤلاء الأطفال.
ووفقا لبيانات برنامج الأغذية العالمي فإن 11 مليون شخص في سوريا مصنفون على انهم بحاجة للمساعدة الإنسانية من بينهم 9ر7 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي داخل سوريا من بينهم ستة ملايين سوري نازحون داخل بلادهم.
وبينت ان 75 بالمئة من هؤلاء الأشخاص يعيشون في فقر مدقع وان برنامج الأغذية العالمي سيحتاج الى اكثر من 181 مليون دولار امريكي لتمويل برامجه حتى أغسطس المقبل. (النهاية) ت ا / م م ج