العراق
هل يستغل سياسيو العراق مواجهة كورونا للدعاية الحزبية؟
يتسابق السياسيون في العراق إلى استغلال الأزمة الصحية التي تشهدها البلاد، في محاولة لكسب ود الشارع العراقي، ولا سيما الطبقة الفقيرة وذوي الدخل المحدود.
عدد من النواب والمسؤولين أطلقوا حملات “تعفير”(تعقيم) لبعض المناطق، وكذلك حملات إغاثية لتوزيع المساعدات على المحتاجين، خصوصا مع استمرار الحظر الصحي في مدن البلاد وتوقف أعمال جل العراقيين.
يأتي هذا فيما أعلن العراق عن ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد إلى أكثر من 1250 حالة، فيما تجاوز عدد الوفيات 70 وفاة، والحصيلة في ارتفاع.
ودفع استمرار تزايد أعداد الإصابات اللجنة العليا للصحة والسلامة -التي شكلتها الحكومة العراقية لمكافحة فيروس كورونا- إلى إعلان تمديد حظر التجول لغاية 18 من الشهر الجاري، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية.
وقد ضاعفت التمديدات المتكررة لحظر التجول معاناة الطبقة الفقيرة في العراق، خصوصا مع غياب الدعم الحكومي للمتضررين من هذه الأزمة.
تغذية وتعقيم سياسي
واستغلت بعض الأحزاب السياسية غياب الدور الحكومي للقيام بحملات تعقيم وتغذية تحمل اسم الحزب أو السياسي، في محاولة لاستعادة الشعبية وكسب التأييد الجماهيري.
يواصل مكتب النائب المهندس عباس يا بر العطافي تنظيم حملة سلة غذائية انطلاقا من الواجب الشرعي وتوجيهات المرجعية لمساعدة العوائل في واسط من أجل تقديم المساعدة لهم وتفعيل دور التكافل الاجتماعي لحين عبور الازمه علما انما يقدمه هو خالص لوجه الله ولم نقوم بنشر اي مساعي إنسانية لكن من أجل إسكات بعض المأجورين الذين يحاولون تشويه الصورة اتجاهنا نشرنا هذآ المنشور
تستغل أزمات الشعب للتسويق السياسي من خلال تنظيم حملات تزعم أنها خيرية، في حين أنها كانت استغلالا لمعاناة الشعب، ولو كان هنالك صدق لكانت الحملات حاضرة في كل الأوقات.
وقد أثار تصوير الفقراء أثناء توزيع المساعدات غضب العراقيين، وسط مخاوف من صفقات فساد تحاك خلف ستار حظر التجول.
ويقول الصحفي من بغداد أحمد الجنابي للجزيرة نت إن السياسيين يحاولون استغلال ظرف تفشي وباء كورونا من خلال دعايات أكثرها إعلامية ولا تمت إلى الحلول بصلة، فهم مكشوفون للمجتمع، ولن ينخدعوا بهم، خاصة بعد “ثورة تشرين” الحالية التي ضربت كل الخطوط الحمراء حول الشخصيات الدينية والحزبية والفصائلية”.
وبحسب الجنابي، فإن “حملات السياسيين دوما هي محاولة منهم للتقرب من أفراد المجتمع، مستغلين الظرف الحرج الذي يمرون فيه، وهي تبقى محاولات بائسة وغير مجدية، لكنهم يسوقونها عبر جيوشهم الإلكترونية”.
وأثارت الحملات السياسية جدلا في مواقع التواصل الاجتماعي، فبينما رحب البعض بالمبادرات انتقدها آخرون من خلال مقارنة ما يجري في العراق بدول أخرى.
من جهتها، تساءلت المدونة لارا حسين عما إذا كان النواب بحاجة إلى أدوية أو سلة غذائية وغيرها.
لكن سلال السياسيين ومرشات التعقيم لا يمكنها سد حاجة العوائل الفقيرة في العراق بعيدا عن التدخل الحكومي المباشر لدعم المحتاجين، خصوصا مع احتمال استمرار الأزمة لفترة طويلة.
وينتقد الصحفي عبد الحكيم العاني تأخر الحكومة العراقية في الاستجابة للأزمة مقارنة بدول أخرى، قائلا “لو قارنا العراق بدول أخرى وكيف تعاملت مع هذه الأزمة واهتمامها بشرائح المجتمع التي تضررت من الإجراءات الوقائية لوجدنا أن العراق تأخر كثيرا في تقديم الحلول للازمة”.
من جانبه، ينصح الباحث حسين السبعاوي بعض الإعلاميين العراقيين بعدم تلميع الطبقة السياسية والتابعين للسلطة من رجال الدين في العراق من خلال تصويرهم وهم يوزعون السلال الغذائية وغيرها.
وانتقد المدون أبو علي البصراوي ما سماها “محاولات إذلال الفقراء” بتوزيع سلال غذائية بسيطة جدا، متسائلا عن سبب اختفاء موازنات العراق.
من جهته، انتقد الصحفي أحمد الجنابي عجز الحكومة عن دعم الفئات البسيطة بالأموال رغم أن حجم ميزانيتها نحو 135 مليار دولار، ناهيك عن دمار القطاع الصحي والصناعي والخدمي، وكل هذا بسبب فساد الطبقة الحاكمة منذ ٢٠٠٣، بينما استطاعت دول أخرى دعم شعوبها رغم ميزانيتها المتواضعة، بحسب قوله.