اتلاف مئات الاطنان من المحاصيل الزراعية والحيوانية في الولايات المتحدة بسبب تعطيل الانشطة الحياتية المختلفة
د. احمد دياب
بعد أسابيع من التدافع المجنون على السلع الغذائية في المتاجر، تكافح العديد من أكبر المزارع في الولايات المتحدة بلا جدوى للحفاظ على ما لديها من غذاء طازج لم يعد بالإمكان بيعه، مما يضطرها إلى التخلص منه. ففي ولايتي ويسكونسن وأوهايو يقوم المزارعون بإلقاء آلاف الجالونات من الحليب الطازج في البحيرات وحفر السماد. كما يقوم المزارعين في ولاية أيداهو بحفر خنادق ضخمة لدفن ملايين الأرطال من البصل الطازج والفاصوليا الخضراء. وفي جنوب فلوريدا، وهي المنطقة التي تمد معظم النصف الشرقي من الولايات المتحدة بالمنتجات، فإن الجرارات تقطع حقول الفول والملفوف، وتسوي الخضروات الناضجة تمامًا بالتربة.
وقد أدى إغلاق المطاعم والفنادق والمدارس إلى ترك بعض المزارعين بدون مشترين لأكثر من نصف محاصيلهم. وتقدر مؤسسة Dairy Farmers of America أكبر جمعية تعاونية للألبان في البلاد، أن المزارعين يتخلصون يوميا من حوالي 4 مليون جالون من الحليب الطازج وتحطم مزرعة الدجاج الواحدة 750000 بيضة إسبوعيا. وحتى بنوك الطعام والجمعيات الخيرية ليست لديها عددا كافيا من الثلاجات للاحتفاظ بكميات الأغذية الطازجة التي تتبرع بها المزارع. كما أن تكاليف الحصاد والمعالجة ثم نقل المنتجات والحليب إلى بنوك الغذاء أو المناطق الأخرى التي تحتاجها، ستضع المزيد من الضغوط المالية على المزارع التي شهدت اختفاء نصف عملائها الذين يدفعون. ويقول المزارعون إن تصدير الكثير من المواد الغذائية الزائدة أمر غير ممكن أيضًا، لأن العديد من العملاء الدوليين يكافحون أيضًا بسبب الوباء وتقلبات العملة الأخيرة تجعل الصادرات غير مربحة.
بعد عمليات تدمير المحاصيل، اضطر المزارعون إلى زراعة نفس المحاصيل مرة أخرى، على أمل أن يبدأ الاقتصاد في إعادة التشغيل في الوقت الذي تكون فيه الدفعة التالية من الخضروات جاهزة للحصاد. ولكن إذا ظلت صناعة الخدمات الغذائية مغلقة، فقد يتعين تدمير تلك المحاصيل أيضًا.
https://www.nytimes.com/2020/04/11/business/coronavirus-destroying-food.html