المخابرات هي من اشعلت الشرارة الاولى للحرب الاهلية وعلى اللبنانيين ان يتجنبوا استهداف بعضهم خدمة للخارج
عن الحرب الاهلية في لبنان 1975
فيصل جلول*
يمكنني ان ارجح ان المخابرات اللبنانية اشعلت عود الثقاب في الحرب الاهلية . هذا ما توصلت اليه بعد عمل مكثف عن بدايات الحرب منذ اغتيال معروف سعد وصولا الى مجزرة عين الرمانة. كانت المخابرات في حينه تعرف باسم المكتب الثاني وكانت عرضة للملاحقة من الحلف الثلاثي أي شمعون واده والجميل وبعض ضباطها لجأ الى خارج لبنان وكان من مصلحتها التسبب بنزاع يعيدها من صدارة المسرح الى الكواليس .
اضعاف المخابرات نفسها في عهد شارل حلو أدى الى فلتان غير مسبوق والى تسلح من كل الجهات .
اغتيال معروف سعد لم يكن ناجما عن طلقة عفوية .لقد وضع مقتله كميل شمعون في الواجهة تماما وهو قطب مناهض للشهابية والمكتب الثاني. اما بوسطة عين الرمانة فقد سبقها اغتيال كتائبيين بسيارة فولسفاكن نسبت للمكتب الثاني ومن
ثم استنفار كتائبي مسلح وتوتر ومطالبة بالثأر. التقيت بناج من البوسطة وهو مازال حيا ويقيم في لندن قال لي ان شرطيا لبنانيا طلب من سائق البوسطة المرور في عين الرومانة وهي كانت تريد المرور في طريق اخر وصولا الى مخيم تل الزعتر.. ساتوسع في نشر هذه المعطيات عندما يتوفر لي الوقت الملائم… بالانتظار ربما على اللبنانيين ان يستفيدوا من اهم دروس الحرب وهو الامتناع عن استهداف بعضهم البعض لمصلحة الخارج كائنا ما كان موقعه.