وزير الدفاع ورئيس الأركان يرفضان طلب ترامب نشر جنود.. احتجاجات في واشنطن ومدن أميركية وأوروبا تنتفض ضد العنصرية
نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، قوله إن الرئيس دونالد ترامب طلب نشر عشرة آلاف جندي في العاصمة واشنطن ومدن أميركية أخرى لمواجهة احتجاجات الأسبوع الماضي، وإن وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي رفضا هذا الطلب، وذلك على وقع مظاهرات حاشدة في واشنطن ومدن أميركية وأوروبية أخرى ضد العنصرية وعنف الشرطة.
وكانت مجلة نيويوركر قد ذكرت أنها علمت من مصادر في البيت الأبيض بوقوع مشادة كلامية بين الرئيس ترامب والجنرال مارك ميلي.
ونقلت المجلة أن الجنرال ميلي رفع صوته في وجه الرئيس اعتراضا على طلبه إنزال الجيش لشوارع المدن الأميركية لإنهاء الاحتجاجات، حيث يرى ميلي أن نزول الجيش للشارع مخالف للقانون.
وقال التقرير إن هذه المشادة وقعت الاثنين الماضي، حين قام ترامب بزيارة مثيرة للجدل إلى كنيسة سانت جون التاريخية القريبة من البيت الأبيض، بعدما أزاحت قوات الأمن المتظاهرين من طريقه.
من جهته، قال رئيس لجنة الاستخبارات النيابية الأميركية آدم شيف إن جريمة قتل جورج فلويد تكشف الحقيقة القاسية للتمييز العنصري وعنف الشرطة ضد الأميركيين ذوي الأصل الأفريقي.
وكشف شيف أنه خلال فترة الإدارة الأميركية السابقة تم إحراز تقدم في مكافحة التمييز العنصري في البلاد، على عكس ما هو حاصل اليوم، مؤكدا في فيديو نشره عبر صفحته في موقع تويتر أن ما تشهده البلاد حاليا يشكل حدثا تاريخيا.
وفي السياق نفسه، اتهم وزراء دفاع أميركيون سابقون وعشرات من المسؤولين العسكريين -في رسالة مشتركة- الرئيس ترامب بخيانة القسم والدستور، لتفكيره في إنزال الجيش لمواجهة المحتجين؛ وكان من بين الموقعين وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس.
في المقابل، دعا ترامب حكام الولايات التي تشهد أعمال عنف خلال الاحتجاجات إلى فرض الهيمنة على الشارع عبر استدعاء الحرس الوطني للمساعدة.
في غضون ذلك، تدفقت حشود على العاصمة واشنطن للمطالبة بوقف ما وصفته بعنف الشرطة وإصلاح نظام العدالة الجنائية، وذلك ضمن احتجاجات مستمرة تطالب بالعدالة لجورج فلويد.
وانطلقت نحو عشر مسيرات من أماكن مختلفة في واشنطن والمناطق المحيطة لتلتقي في تجمع مركزي أمام البيت الأبيض، وردد المحتجون شعارات تؤكد أنه لا سلام دون عدالة وأن حياة السود مهمة، مطالبين برحيل ترامب.
وفرضت الشرطة طوقا أمنيا موسعا حول البيت الأبيض الذي بات حاليا محصنا بحاجز إضافي من الشبكات الحديدية.
وتجمع محتجون في ميدان واشنطن سكوير جنوب حي مانهاتن بمدينة نيويورك في إطار مسيرات وتحركات احتجاجية خرجت في المدينة للمطالبة بإنهاء ما يصفه المحتجون بالتمييز العنصري، ووضع حد لما يقولون إنه عنف غير مبرر من قبل الشرطة.
وفي مدينة دالاس بولاية تكساس، تجمع محتجون للتنديد بمقتل جورج فلويد والدعوة إلى الوحدة، وشارك في التجمع -الذي اتسم بالسلمية- أشخاص من مختلف العرقيات والأعمار.
ونُظّمت مراسم إحياء لذكرى فلويد السبت في ريفورد بكارولينا الشمالية -الولاية التي ولد فيها- عقب تأبينه في مينيابولس الخميس.
وتبنت شخصيات سياسية بارزة من الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة دعوات وشعارات المتظاهرين الذين أغضبهم موت فلويد على أيدي شرطة مينيابوليس، وطالبوا بإصلاحات في جهاز الشرطة.
احتجاجات حول العالم
ولم تقتصر الاحتجاجات ضد العنصرية على الولايات المتحدة فقط، ففي بريطانيا تظاهر الآلاف في مدن عدة رغم تحذيرات وزارتي الصحة والداخلية من خطورة التجمعات على الصحة العامة في ظل جائحة كورونا.
وفي لندن احتشد الآلاف أمام ساحة البرلمان منددين بما وصفوه بالعنصرية الممنهجة ضد الأقليات العرقية، قبل أن يشتبك العشرات منهم مع عناصر الشرطة أمام مقرّ رئاسة الحكومة.
وردد المتظاهرون “المملكة المتحدة ليست بريئة”، وأدوا دقيقة صمت راكعين ورافعين الأيدي، قبل أن يتوجه بعضهم نحو السفارة الأميركية.
وكان المشهد مشابها في مدينة مانشستر (شمال غرب)، إذ تجمع الآلاف من أجل “وضع حد للعنصرية” التي وصفت بأنها “وباء” آخر.
وفي فرنسا خرج الآلاف تضامنا مع جورج فلويد، ورفع المحتجون شعارات تنادي بالمساواة وبإنهاء العنصرية ضد المواطنين ذوي الأصول الأفريقية، وبتحقيق العدالة في قضية أداما تراوري الذي قتلته الشرطة الفرنسية خلال محاولة اعتقاله عام 2016.
واتصف انتهاء التجمّع في مدينة ميتز بحدوث صدامات أصيب خلالها نائب عام المدينة بجروح طفيفة.
ورغم منع السلطات في باريس، طالب عدة آلاف بـ”العدالة للجميع” أمام السفارة الأميركية التي ظلوا بعيدين عنها بعد انتشار كثيف للقوى الأمنية ونشر عوائق حديدية.
وفي ألمانيا، تظاهر الآلاف في أنحاء البلاد، كما أعرب لاعبو فريق بايرن ميونيخ عن التضامن خلال إجرائهم تمارين الإحماء مرتدين قمصانا كتب عليها “بطاقة حمراء ضد العنصرية- حياة السود مهمة”، وذلك قبيل مباراتهم في مواجهة ليفركوزن.
وفي الساحة الرئيسية لمدينة تورينو شمالي إيطاليا، وقف شبان لثماني دقائق صامتين.
وفي وراسو، تظاهر نحو ألف شخص، وانضم إليهم المرشح اليساري إلى الرئاسة روبرت بيدرون.
وفي أستراليا خرجت احتجاجات عدة ضد العنصرية، ورفعت المظاهرات شعار “حياة السود مهمة”. وفي سيدني خرجت مظاهرة حمل خلالها المتظاهرون لافتات تندد بما حصل في الولايات المتحدة، وتطالب بإحقاق العدالة في هذه القضية.