عشرات الجرحى بينهم عسكريون.. تواصل الاحتجاجات في بيروت ومساع لإنقاذ الاقتصاد من الانهيار
شهد وسط العاصمة اللبنانية بيروت اليوم السبت مسيرة احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، فيما ارتفع عدد المصابين بالمواجهات في طرابلس منذ مساء أول أمس الخميس إلى 85، بينهم ثمانية عسكريين.
وجاءت مسيرة اليوم استجابة لدعوة من أحزاب يسارية وقومية ومجموعات من الحراك الشعبي، وندد المشاركون فيها بالانهيار المالي في البلاد، وطالبوا بتشكيل حكومة إنقاذ وطني بصلاحيات تشريعية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.
ورفع المشاركون لافتات تطالب بمحاكمة من وصفوهم بالفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة وعدم الخضوع لشروط صندوق النقد الدولي.
وفي الشمال بمدينة طرابلس، فرقت قوى الجيش مجموعات حاولت مصادرة محتويات شاحنتين محملتين بالمواد الغذائية.
وكان أشخاص قد هاجموا الشاحنتين بذريعة نقلهما مواد غذائية من المدينة باتجاه الأراضي السورية، وتزامن ذلك مع تجمع وسط ساحة النور للاحتجاج على تردي الأوضاع المعيشية.
وجاءت هذه التطورات بعد اجتماع للحكومة اللبنانية قررت في أعقابه ضخ الدولار في السوق اعتبارا من بعد غد الاثنين.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن ارتفاع سعر صرف الدولار -الذي سجل أول أمس الخميس- يعتبر جزءا من مخطط مرسوم ينبغي مواجهته.
وتجاوز الدولار في لبنان عتبة الخمسة آلاف ليرة لبنانية، في واحدة من أسوأ أزمات انهيار العملة في البلاد.
ويشهد لبنان أسوأ انهيار اقتصادي منذ عقود يتزامن مع أزمة سيولة وتوقف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار.
وتسببت الأزمة بارتفاع معدل التضخم وجعلت قرابة نصف السكان تحت خط الفقر، كما خسر عشرات الآلاف جزءا من رواتبهم أو وظائفهم، وأقفلت مؤسسات وفنادق عريقة أبوابها.
من جهته، قال رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب إن ما شهده وسط بيروت ليل أمس الجمعة مرفوض، وطلب من الأجهزة الأمنية اتخاذ الإجراءات المناسبة لوقف ما سماها الاعتداءات المشبوهة.
كما اعتبر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في تغريدة عبر تويتر أن هدف الهجمات وسط العاصمة هو تأليب الرأي العام ضد التحركات الشعبية.
وفي سياق متصل، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إن وقف انهيار سعر صرف الليرة لا يكون بتدخل المصرف المركزي، بل بتطبيق إصلاحات تبدأ من إغلاق المعابر غير النظامية بين لبنان وسوريا.