تراشق مصري إثيوبي.. السودان: مشاورات لتجاوز الخلاف القانوني بشأن اتفاق سد النهضة
قال وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس إن هناك مشاورات تُجرى لتجاوز الخلاف بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن الجوانب القانونية لاتفاقية سد النهضة الإثيوبي، وذلك بعدما انعقدت جلسة تفاوض خامسة بين الأطراف الثلاثة، فيما تبادلت القاهرة وأديس أبابا الاتهامات بالتعنت.
وصرح عباس في مؤتمر صحفي بالخرطوم -عقب جلسة مفاوضات عن بعد هي الخامسة منذ الثلاثاء الماضي- بأن خلافات برزت بين الدول الثلاث بخصوص إلزامية اتفاقية سد النهضة وكيفية تعديلها وآلية معالجة الخلافات بشأن تطبيقها.
وأضاف أنه تم تكليف الفرق القانونية للدول الثلاث بمواصلة النقاش بشأن السد اليوم الثلاثاء، على أن ترفع ما تتوصل إليه للاجتماع الوزاري الذي سيعقد في اليوم نفسه.
وفي نهاية فبراير/شباط الماضي وقعت مصر بالأحرف الأولى على اتفاقية ملء وتشغيل سد النهضة برعاية واشنطن ومشاركة البنك الدولي، واعتبرت القاهرة الاتفاقية عادلة، فيما رفضتها إثيوبيا، وتحفظ عليها السودان، وفي منتصف مارس/آذار الماضي أعلنت القاهرة عن توقف المباحثات مع إثيوبيا.
مخاوف مصر
وتتخوف مصر من تأثير سلبي محتمل للسد الإثيوبي على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليارا، وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.
بالمقابل، ذكر المسؤول السوداني أن دولتي المصب (مصر والسودان) ودولة المنبع (إثيوبيا) حققت تقدما كبيرا في الملفات الفنية المتعلقة بأمان السد والملء الأول له، والتشغيل الطويل الأمد، وتبادل البيانات والدراسات البيئية واللجنة الفنية للتعاون.
وأفاد وزير الري السوداني بأن الجولة الخامسة لمفاوضات السد لم تحدد عدد سنوات تعبئته، وربطت الأمر بكمية المياه.
وتخطط إثيوبيا لبدء ملء سد النهضة في موسم الأمطار لهذا العام، والذي يتزامن مع حلول يوليو/تموز المقبل.
اتهامات متبادلة
بالمقابل، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن بلاده قد تضطر إلى خيارات بديلة في ظل استمرار ما وصفه بالتعنت الإثيوبي في مفاوضات سد النهضة.
وأضاف شكري في تصريحات أدلى بها خلال ندوة عن التحديات التي تواجهها الدبلوماسية المصرية أن الموقف التفاوضي الأخير لدى إثيوبيا لا يبشر بنتائج إيجابية، مشيرا إلى أن مصر قد تضطر إلى بحث خيارات كاللجوء إلى مجلس الأمن الدولي.
وكانت إثيوبيا قد حملت مصر مسؤولية أي تعثر مستقبلي لمفاوضات سد النهضة، متهمة إياها بالتعنت، وقال حاكم إقليم أوروميا الإثيوبي شيملس عبديسا إن القاهرة استخدمت واشنطن والبنك الدولي ورقة للضغط على بلاده.
ودعا حاكم إقليم أوروميا جميع الإثيوبيين لمقاومة هذه الضغوط من أجل استكمال بناء سد النهضة، مشددا على أن لا شيء سيوقف الإثيوبيين عن إتمام إنجازه.
