ترامب وفي كل قراراته المهمة يركز فقط على تأثير تلك القرارات على فرصه في الفوز بالانتخابات لولاية أخرى
محمد صالح الفتيح*
صدر هذا الشهر كتاب جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، “The Room Where it Happened”، حول تجربة عمله مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. الفكرة التي تتكرر في الكتاب، تصريحاً وتلميحاً، هي أن ترامب وفي كل قراراته المهمة كان يركز فقط على تأثير تلك القرارات على فرصه في الفوز بالانتخابات لولاية أخرى. وفي حين أن سياسات ترامب فيما يخص حروب الشرق الأوسط، وانتشار القوات الأميركية في المنطقة، في سورية، باتت امراً معروفاً، فإن مقاربة ترامب الدبلوماسية لم تحظى بكثير من الاهتمام. كانت موافقة كوريا الشمالية على إطلاق ثلاثة رهائن أميركيين هي بداية المفاوضات بين البلدين والتي قادت إلى لقاء ترامب وكيم. فقد وافقت كوريا الشمالية على إطلاق سراح الرهائن الثلاثة بشرط أن يأتي وزير الخارجية مايك بومبيو لاستلامهم. اهتمام ترامب بقضايا الرهائن الأميركيين، يرد عدة مرات في كتاب بولتون، مثل قضية الرهائن الأميركيين والكنديين واليابانيين لدى الصين، وكذلك الرهائن الأوكرانيين لدى روسيا (خلال حادثة ملاحية في البحر الأسود). أمر مشابه بدأ يحصل مع إيران منذ الشهر الماضي، ولا يزال مستمراً.
أما مع سورية، فيشير بولتون إلى حادثة حصلت في كانون الثاني/يناير 2019، عندما كانت الإدارة الأميركية ترتب مع تركيا للانسحاب من شمال شرق سورية وانتشار القوات التركية (فشلت تلك الترتيبات لاحقاً) وبحسب بولتون فقد اتصل الأميركيون بسورية لطلب إطلاق سراح رهائن أميركيين بما في ذلك عرض تواصل من جانب وزير الخارجية بومبيو. كان ترامب بحسب ما يشير بولتون يرغب بتسوية ملف الرهائن قبل سحب القوات الأميركية. وبحسب بولتون فقد رفضت سورية حتى التواصل مع وزير الخارجية الأميركي بومبيو. وبحسب بولتون فقد قوض هذا الموقف من جانب سورية خطط ترامب وجاء ذلك بحسب بولتون “لحسن حظهم”.