ماذا يخبرنا انتشار فيروس كورونا في إيران؟
محمد صالح الفتيح*
أحد أهم الأسئلة التي رافقت انتشار وباء فيروس كورونا هو نمط انتشار الفيروس خلال الأشهر التالية، وصولاً إلى العام 2021. مركز أبحاث وسياسة الأمراض المعدية CIDRAP الأميركي نشر في منتصف شهر أبريل/نيسان دراسة حددت ثلاثة سيناريوهات متوقعة للانتشار:
الأول يقول بانتشار الفيروس عبر سلسلة من الموجات المتتالية المتقاربة بالحجم.
الثاني يقول بانتشار الفيروس في موجة أولى ثم يتراجع ويعود في موجة ثانية أكبر بكثير (على نحو ما حصل مع الإنفلونزا الإسبانية منذ حوالي مئة عام)
الثالث يقول بانتشار الفيروس في موجة كبيرة واحدة ثم يتراجع تدريجياً.
ما يحصل في إيران، حتى الآن، يشبه السيناريو الأول. حيث يعود الفيروس للانتشار ضمن ما يمكن وصفه بالموجة الثالثة له منذ ظهوره لأول مرة. ومقارنة الرسم البياني لعدد الإصابات، وموجات الانتشار وفترات التراجع تظهر تشابهاً كبيراً مع الرسم البياني التقديري الذي وضع لسيناريو الموجات المتتالية، بما في ذلك امتداد موجات الانتشار (مع ملاحظة أن ذلك الرسم البياني وضع على أساس أن الفيروس قد ظهر منذ مطلع العام بينما ظهر في إيران في أواخر الشهر الثاني).
* محمد مهدي جويا، مدير مركز إدارة الأمراض المعدية التابع لوزارة الصحة الإيرانية، اليوم الأحد: “نحن في موجة شديدة لفيروس كورونا، واليوم يتم تشخيص الفيروس خارج المستشفيات أكثر بـ10 مرات مما هو عليه في المستشفيات”
* مساعد وزير الصحة الإيراني، إيرج حريرجي، أعلن، أمس السبت، 27 يونيو/ حزيران، أن شخصًا واحدًا في إيران يصاب بكورونا كل 33 ثانية، ويموت شخص كل 13 دقيقة.
طريقة انتشار الفيروس بهذا الشكل في إيران يجب أن تكون مصدراً للتنبه في كل من العراق وسورية إلى حقيقة أن الفيروس يمكن أن يظهر عبر سلسلة من الموجات المتتالية وأن مجرد تسجيل معدلات انتشار منخفضة – حتى لفترة شهرين أو ثلاثة – لا يكفي للجزم بانتهاء الانتشار.