كتاب وآراء

انفجارات منشآت الطاقة الايرانية والتورط الاسرائيلي فيها

صالح الفتيح*

 

تكرار الانفجارات والحوادث في منشآت الطاقة والصناعات البتروكيماوية الإيرانية تعطي مصداقية متزايدة لكون ما يحصل هو نتيجة الهجمات السيبرانية الإسرائيلية. فتكرار حصول الانفجارات، وفي مناطق متباعدة في إيران، وحصول هذه الحوادث بدون تمهيد سابق وبدون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه لا يترك أي مصداقية للتحليل الذي يقول بأن ما يحصل ناتج عن عمل تخريبي من الداخل، سواء أكان عبر اختراق الكوادر التي تعمل في تلك المؤسسات أو عبر تسلل مخربين من الخارج. فلكي يتم تنفيذ كل هذه الهجمات من قبل أفراد على الأرض وفي العديد من المدن الإيرانية، وبالرغم مما يفترض أنه تشديد للإجراءات الأمنية، لا بد من وجود تنظيم كبير الحجم وله قدرة عالية على التواصل والتخطيط والتحرك بدون عوائق ومثل هذه التنظيمات لم تظهر في إيران خلال العقود الأربعة الماضية كما أن هذه التنظيمات لا تظهر بين ليلة وضحاها والأهم أنها لا تمتلك دافعاً لالتزام الصمت.

أما لماذا تقوم إسرائيل بمثل هذه الهجمات المتواترة، فقد بات من الواضح أن أغلب الهجمات لا تستهدف منشآت حيوية مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني. ما يحصل هو استنزاف اقتصادي لإيران. فكل حريق أو حادث من هذا النوع يكلف عشرات ملايين الدولارات. كما أنه يمثل حرباً نفسية مهمة ضد إيران التي تجد نفسها عاجزة عن وقف تلك الهجمات. والرسالة الإسرائيلية واضحة: نحن نضرب هذه المنشآت فقط لأننا نستطيع فعل ذلك. الردع الإيراني يتآكل مع كل ضربة ولن يستعاد هذا الردع بضربات بالوكالة عبر سورية أو لبنان.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى