إلهان عمر: استهداف الجمهوريين لي وللملونين دليل على ضعف شعبية ترامب بين الناخبين
هاجمت النائبة الديمقراطية إلهان عمر الحزب الجمهوري على خلفية رد أفراده على حديثها عن الاضطهاد المنظم. ووصفت الرد بأنه “شرير”.
وفي مقال بصحيفة “واشنطن بوست” تحدثت عمر: “في الأسبوع الماضي التقيت بأعضاء المجتمع ومشرعي الولاية للدفع بالتغيير في أعقاب مقتل جورج فلويد في مينيابوليس، وقتل فلويد في منطقتي مينسوتا، وكان مقتله محفزا للحوار حول وحشية الشرطة والعنصرية البنيوية الذي بات يحدث تغييرا في الأمة”.
لا نقوم فقط بالقتال من أجل تمزيق أنظمة الاضطهاد في النظام الجنائي، ولكننا نكافح لتمزيق أنظمة الاضطهاد القائمة في الإسكان والتعليم والعناية الصحية والتوظيف وفي الهواء الذي نستنشق.
وأضافت أنها أخبرت الصحافيين “لا نقوم فقط بالقتال من أجل تمزيق أنظمة الاضطهاد في النظام الجنائي، ولكننا نكافح لتمزيق أنظمة الاضطهاد القائمة في الإسكان والتعليم والعناية الصحية والتوظيف وفي الهواء الذي نستنشق.. وطالما ظل النظام الاقتصادي والسياسي يعطي الأولوية للربح بدون النظر لمن يستفيد ومن ثم تهميشه فإننا نقوم بتأكيد اللامساواة. ولهذا فلا نستطيع الوقوف عند النظام الجنائي ولكن علينا العمل لتفكيك كل نظام الاضطهاد أيا وجدناه”.
وبعد دقائق من كلامها قامت اللجنة القومية للحزب الجمهوري باقتطاع 27 ثانية من كلامها بعنوان مضلل أظهر أنها تطالب بالتخلص من كل الاقتصاد والحكومة الأمريكية. ثم ضخم دونالد ترامب جونيور والإعلام المتطرف هذا الزعم. وفي تلك الليلة خصص تاكر كارلسون جزءا من برنامجه على فوكس نيوز للهجوم على عمر والسيناتور الديمقراطي عن إلينويز تامي داكوورث وسيدة بارزة ملونة تحت شعار “علينا الكفاح للحفاظ على أمتنا وتراثنا”.
وقالت النائبة إن مكتبها في الكونغرس والتعليقات التي وصلتها على حساباتها في منصات التواصل الاجتماعي غمرت بخطاب الكراهية ودعوات لترحيلها وكما هو الحال في كل المرات تهديد بالقتل. وقالت “هذا أمر تعودت عليه كمسلمة سوداء تعمل في الحياة العامة. فقد وصف دونالد ترامب وبشكل واضح في حملة انتخابية عام 2016 المهاجرين الصوماليين بـ “المصيبة” على مينسوتا، ولايتي” و “بعد انتخابي مباشرة أعلن الحزب الجمهوري أنه سيجعل من سياسة التقسيم العنصري استراتيجية واضحة. ونفذ وعده. ففي بداية فترتي، نشر الرئيس تحتوي على لقطات فيديو تم التلاعب بها توحي بأنني احتفلت بهجمات 9/11 (وهي تغريدة تعتبر في حد ذاتها إثارة للكراهية ضد المسلمين)، وحتى الأسبوع الماضي نشرت حملة ترامب فيديو وصف فيه نائب الرئيس السابق جوزيف بايدن بأنه “حصار طروادة” لي وللنائبة عن نيويورك ألكسندرا أوكاسيو- كورتيز”. وعلقت عمر أن حملات التشويه المستمرة هي دليل على ضعف الرئيس أمام الناخبين و “نعرف أن فريقه لن يلجأ لحملات التشويه العنصرية لو كان واثقا من شعبية سياساته”. وترى عمر أن ما تعاني منه هو جزء مما تعرض له مجموعة من المرشحين الملونين أو النساء الذين عادة ما يتم التدقيق بكل ما يقولونه أو خطوة يعلنون عنها. وهذا ما جرى لهيلاري كلينتون في أيامها الأخيرة كسيدة أولى في أركنساس. وجرت ملاحقة باراك أوباما بمزاعم أنه مسلم وأنه لم يولد في الولايات المتحدة. ونفس الأمر حدث للنائب العام في مينسوتا كيث إليسون الذي كان أول مسلم يدخل الكونغرس والذي تعرض لحملة تشويه معادية له كمسلم وعندما رشح نفسه لترأس الحزب الديمقراطي. وتعلق أن الخوف من “الآخر” سواء كان من بلد آخر أو من أصل وعرق ودين مختلف نابع من عقدة النقص. فهذه العقلية كما تقول تضع الأقليات ضد بعضها البعض من أجل الحصول على الفتات. ومن ينتفع من هذه المنافسة أو “الوضع القائم” يكون فرحا بمراقبة الأقليات وهي تتناحر. ففي أثناء الوباء يشعر الجميع بالخوف من الأشياء التي تنقصهم بدلا من النظر إلى بعضهم ككتلة مترابط وتابعة للأخرى. فقد طلب من المرأة الملونة ولسنوات طويلة أن تلتزم بالصمت عن الكراهية والهجمات التي تتعرض لها. فالحديث عن التمييز ضد المرأة والتمييز العرقي سينفر الناخبين. وكما قالت الروائية توني موريسون “الوظيفة، الوظيفة الحقيقية للعنصرية هي حرف النظر”. ولهذا فمن الأفضل الحديث عن التغيرات المناخية والقوانين التي مررت والخدمات التي قدمت للأطفال خلال الوباء. ولكن الأحداث التي شهدتها البلاد أكدت أن أبناء الأقليات لا يمكنهم التكتم أو كبت الألم و “لا يمكننا تجاهل المعايير المزدوجة ضد المرأة وأصحاب الوجه الأسود عندما يتم انتخابهم كمسؤولين، والطريقة التي تقوم به المؤسسات الإعلامية بدور المسرع. ولدينا مسؤولية للحديث عن الحقيقة وشجب المعايير المزدوجة عندما نشاهدها من أجل أن يرى الآخرون ألمنا”. وترى أنه كلما استمعنا لمن واجهوا ظروفا وجاءوا من أرضيات مختلفة كما وجدنا موازاة معهم. ولهذا السبب فلا يمكن لأحد أن يتخلى عن مواجهة انظمة القمع و “لا نستطيع التخلص من مشاكلنا حتى نعيش تجارب الآخرين ونرسم حلولا للجميع”.