هل مصر مستقرة ؟!
فوزي العشماوي*
تبدو الامور في مصر هادئة ومستقرة ، ولكن تحت سطح هذا السكون الخادع تعتمل أمور كثيرة تجعل من المستحيل التنبؤ بما سيحدث غدا أو بعد غد :
– فالدستور التوافقي الذي كان ثمرة نضال مجيد في ثورة ٢٥ يناير ثم ٣٠ يونيو تم تعديله تعديلا افرغه تماما من محتواه ومضمونه بفتح وتغيير مدد الرئاسة ..
– واسعار السلع والخدمات والرسوم والضرائب أصبحت تثقل كاهل الطبقة العليا والوسطي فما بالنا بالطبقة الدنيا ، ولايكاد يمر يوم دون استحداث بند جديد للجباية والتحصيل والاجهاز علي اخر جنيه في جيب المواطن البائس
– والديون وصلت لمستويات غير مسبوقة في تاريخ مصر اللهم الا في عهد الخديوي اسماعيل الأمر الذي انتهي آنذاك باحتلال الوطن ووضع مقدراته تحت تصرف الدائنين
– والتجريف السياسي بلغ مرحلة لاتكاد تجد فيها صوتا واحدا ناقدا او معارضا ، او شخصية وطنية واحدة يشار لها بالبنان ، او مرشح واحد او حزب واحد معروف للعامة كما حدث في انتخابات مجلس الشيوخ الاخيرة علي سبيل المثال
– وتجاهل رغبة واهتمام الاغلبية الساحقة متصل ومستمر ، سواء بالاصرار علي مجلس الشيوخ بكلفته الباهظة وجدواه المنعدمة ، او تصغير رغيف الخبز ، او استمرار غياب الاهتمام الحقيقي بالملفات الرئيسية والحقيقية كالاصلاح السياسي والاقتصادي ، ومكافحة الفساد والتوريث والفوارق الكبيرة وترهل الجهاز الحكومي ، والتعليم والصحة .. في مقابل الانفاق الباذخ علي أمور ومجالات لاتكاد تهم المواطن أو تؤثر تأثيرا ملموسا علي حياته …
– الغموض الكبير الذي يكتنف مفاوضات سد النهضة التي لاتنتهي والتي يبرطع فيها الجانب الاثيوبي دون ضابط او رادع مايهدد مصير ٤٠ مليون مصري ترتبط حياتهم ارتباطا عضويا ومباشرا بنهر النيل ..
هذه الامور وغيرها تنحر بصمت وإنتظام في شعبية ومصداقية الحكم ، وتجعل المواطن في وضع بائس ويائس ، يستوي فيه الموت والحياة ، وتضع الوطن كله في مهب الريح ، وهو بالقطع وضع لانتمناه بل نناشد ونلح ونتمني ان يتم علاجه وتداركه في اقرب واسرع وقت ممكن ، حرصا علي أمن وإستقرار هذا الوطن الحبيب ، وصحة وحياة وعقل هذا المواطن البسيط الصابر المحتسب ..
الا هل بلغت .. اللهم فاشهد