لبنان

فصائل فلسطينية بلبنان: رغم التطبيع.. صامدون حتى التحرير والعودة

أكدت فصائل فلسطينية في لبنان استمرار صمود الشعب الفلسطيني حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وعودة اللاجئين، رغم توقيع الإمارات والبحرين، في واشنطن الثلاثاء، اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ويواجه هذا التطبيع رفضا شعبيا عربيا واسعا، ويراه الفلسطينيون خيانة من الإمارات والبحرين لقضيتهم في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراضيهم، بينما تعتبره أبوظبي والمنامة “قرارا سياديا”.
وقال رئيس الدائرة الإعلاميّة في حركة “حماس” بلبنان، رأفت مُرّة، للأناضول، إن “هذا اليوم هو يوم أسود في تاريخ هذه الدول التي وضعت يدها في يد الاحتلال الذي قتل الآلاف من العرب، واعتدى على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، واعتدى على الدول العربية”.
وشدد على أن “اتفاقيات التسوية هذه لن تجلب الأمن والسلام للمنطقة كما يدعي الموقعون، بل ستشجع الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب المزيد من جرائم القتل وتدمير المنازل ومصادرة الأراضي والأعمال الإرهابية وحصار الشعب الفلسطيني”.
وتابع: “هذه الاتفاقيات للأسف ستمنح الاحتلال الإسرائيلي القدرة أكثر على حرية العمل في المنطقة وتهديد دولها وشعوبها وتهديد الأمن والاستقرار”.
وتعهّد “بمواصلة مقاومتنا للاحتلال بكل الوسائل من أجل التحرير والعودة”.
وزاد بأن “الشعب الفلسطيني مر سابقا في ظروف صعبة للغاية، لكنه يمتلك القدرة على الاستمرار والتصدي، وهذه الاتفاقيات لن تمنع الشعب الفلسطيني من مواصلة طريقه نحو التحرير والعودة”.

فيما قال اللواء منير المنير المقدح، قيادي في حركة “فتح” بلبنان:” اليوم كان يوم الغضب الفلسطيني في كلّ المخيمات، احتجاجًا على صفقة القرن ونتائجها وعلى التطبيع الذي يعدّ خنجرا في خاصرة الشعب الفلسطيني والقضيّة الفلسطينيّة، لذلك شعبنا صامد على أرضه”.
وتابع المقدح للأناضول: “بدأت لجنة المصالحة ببيان رقم واحد للمقاومة الشعبية داخل فلسطين، وهناك اتصالات مكثفة لاستمرار هذه الوحدة لمواجهة هذا العدوان على القضيّة الفلسطينيّة ووقف التطبيع مع الاحتلال”.
وأعرب عن ثقته بأن “الوحدة الفلسطينيّة ستُفشل هذه المشاريع، والشعب الفلسطيني صامد حتى تحرير أرضه وعودته إلى فلسطين بإذن الله”.
وتشكلت مؤخرا “القيادة الفلسطينية الموحدة للمقاومة الشعبية” من القوى والفصائل الفلسطينية، وأصدرت بيانها الأول السبت.
ودعت قيادة المقاومة الشعبية، في هذا البيان، إلى احتجاجات شعبية الثلاثاء، خرجت بالفعل في مدن فلسطينية وعربية عديدة، بالتزامن مع توقيع اتفاقيتي التطبيع.

وقال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، إحسان عطايا، إن “الدول التي تسير إلى إقامة علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني هي تقيم هذه العلاقات في التوقيت الأمريكي وللمصلحة الأمريكيّة الصهيونيّة بالتحديد، لأن ترامب هو المستفيد الأوّل لمحاولة نجاحه في الولاية الثانية من الانتخابات الرئاسيّة (3 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل)”.
ووصف عطايا، في تصريح للأناضول، هذا التطبيع بأنه “قمّة الخيانة وقمّة التنازل والسير في ركب المشروع الأمريكي- الصهيوني في المنطقة”.
وأردف: “هذه الخطوة تندرج ضمن خانة محاولة تيئيس الشعب الفلسطيني وإرسال رسالة إلى القيادة السياسيّة الفلسطينيّة مفادها أنه بعد الآن لا تراهنوا على هذه الدول العربيّة وعليكم الاستسلام”.
وختم عطايا: “نحن نعتبر دولة الإمارات والبحرين، وكلّ من يسير على منوالهما، في قمّة الإذلال والخنوع والخيانة لفلسطين وللإسلام والمقدّسات”.
وانضمت الإمارات والبحرين إلى مصر والأردن، اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع إسرائيل منذ عامي 1979 و1994 على الترتيب.
وخلافا لحال البلدين الخليجيين، تمتلك مصر والأردن حدودا مشتركة مع إسرائيل، وسبق وأن احتلت الأخيرة أراضٍ من الدولتين.
ويطالب الفلسطينيون الحكام العرب بالالتزام بمبادرة السلام العربية، وهي تقترح إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، في حال انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
ورفضت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة هذه المبادرة، وهي مقترح سعودي تبنته القمة العربية ببيروت في 2002.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى