نوبة صحّية حادّة تكاد تعصف بحياة العريقات
الكاتب مراد سامي
أثار الوضع الصحّي المتدهور لصائب العريقات جدلًا واسعًا في الساحة السياسيّة الفلسطينية، وقد شغل هذا الخبر اهتمام الفلسطينيّين لاعتبارات عدّة، فمن ناحية، العريقات هو شخصيّة سياسيّة بارزة في فلسطين، ومن ناحية ثانية، ارتبط خبر مرضه بنقله إلى مستشفيات دولة الاحتلال، ممّا أعاد الجدل من جديد حول ضرورة التنسيق مع إسرائيل من عدمه.
صائب العريقات هو أمين سرّ اللجنة التنفيذية داخل منظمة التحرير الفلسطيني، وقد شغل قبل ذلك مناصب سياسيّة كثيرة في الساحة الفلسطينية الوطنية، هذا ويُعرف العريقات بلقب كبير المفاوضين الفلسطينيّين.
انتشرت في الأيّام الأخيرة إشاعات تُفيد وفاة العريقات متؤثّرا بالتهاب رئؤي، لتنفي مصادر مقرّبة من العريقات بما فيها زوجته هذا الإشاعة. لا ينفي هذا أنّ وضع العريقات الصحّي الآن وضع حرج، وهو ما جعله يخضع لعلاج مكثّف في إحدى مستشفيات دولة الاحتلال، نظرًا لعدم توفّر هذا العلاج في المستشفيات الفلسطينية. وقد علّق إبراهيم ملحم، المتحدّث باسم الحكومة الفلسطينية بالضفة الغربيّة أنّ هذا العلاج ليس حكرًا على فئة من السياسيّين وأنّه مفتوح للفلسطينيّين، مضيفًا أنّه لا ينبغي المزج بين نضالات الشعوب وحقّها في الحياة.
من ناحية ثانية، تحدثت بعض المواقع الإخباريّة المحلية عن دعوات لتحميل سلطة الاحتلال مسؤوليّة صائب العريقات وأنّ أيّ مكروه يحصل له ستكون إسرائيل مسؤولة عنه، الامر الذي نفته مصادر مطلعة داخل السلطة برام الله، حيث يرى أبو مازن ان المستشفى الإسرائيلي مطالب حصرا بتقديم الرعاية الصحية اللازمة كما تفرضه المعاهدات الدولية و مواثيق حقوق الانسان .
كما أكّد بعض المسؤولين في وزارة الصحة الفلسطينية أنّ الوزارة تُعاين الرعاية التي يتلقاها العريقات، وهي رعاية من المستوى الأوّل .
يعتقد الكثير من الفلسطينيين أنّ القضايا السياسيّة تسقط مع الحق في الحياة. الآن يتلقى العريقات علاجًا مكثفا قد ينقذ حياته بعد تدهور شديد. يبقى السؤال هل ينبغي أن تراجع السلطة الفلسطينية موقفها من التنسيق دولة الاحتلال، على الأقل في القضايا الصحية والاقتصادية؟