الكويتكتاب وآراء
التحضر والتمدن مفهومين متباينين من حيث المحتوى والمضمون
قلم الدكتور نوري القلاف
التحضر والتمدن مفهومين متباينين من حيث المحتوى والمضمون
الأول منهج التفكير والقناعات والممارسات على المستوى الشخصي والعام ولا يحدها مكان .
والثاني إستخدام أدوات المدنية الحديثة وهذا المفهوم هو عملية تغير اجتماعي انتقال من الريف إلى المدينة واكتساب القيم الحضرية أضافة الى ما يملك ويترك العادات والأمور القروية التي اعتاد عليها ويرتبط بالمدنية كالسلوك حضري إلى أن تنتهي هذه العملية إلى ما يسمى بـ التكيف الإجتماعي وهذا الانتقال لا يعني ان يكون متحضر أو مثقف لان لكل منهما عنوان مختلف وليس كل متمدن متحضر بالضرورة والتحضر شيء والتمدن شيء آخر ,وليس لهم علاقة بالثقافة التحضر يبدأ بالتمسك بالقيم النبيلة وإلزام النفس بجمال الأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين واحترامهم بقدر أحترام الذات وضد ثقافة القبيلة والأنحياز لثقافة الحرية والتعدد وضد ثقافة الانغلاق والتوحد وأبشع ما نرى من يدعي التحضر وهو يتمسك بالقشوربدون معرفة مجرد تقليد سطحي ساذج قائم على التكلف والتصنع ويعتقد ان التحضر والتقدم هو التجاوز والسخرية ورفض كل شيء وبحقد غير مبرر وتطاول مسعور على الثوابت والتاريخ والدين وعلى كل شيء مقدس والمفروض المثقف يكون مهيأ نفسيا عقليا وعلميا لبناء مجتمع راق ومتطور تسوده الأخلاق وتذوب فيه الفوارق والعنصريات وتتلاشى فيه كل مظاهر الرذيلة والانحراف لكن لا نسمع إلا التمنطق بالحرية تارة والمدنية والتحضر تارة أخرى والحقيقة لا وجود لهذه المفاهيم في عقولهم أكثر من الفوضى والانحلال واللهو وهذا النوع يقال له المثقف الاصطناعي يقول (جان بول سارتر): نجلب عددا من الشباب الافريقي والاسيوي لأشهر الى امستردام: ,باريس , لندن وبروكسل , ونتجول بهم , وبعد عدة أيام نلبسهم ملابس أوربية ونلقي في أفواههم مصطلحات أوربية ونفرغهم من مضمون ثقافاتهم فيتحول هؤلاء الى أبواق ببغائية فارغة وحينئذ يلزم اعادتهم الى بلدانهم ثم كالببغاء يردد هؤلاء كل ما نقوله دون ان يفهموه.. هؤلاء يقال لهم أشباه المثقفين ..
