تحسّن نسبي في العلاقات بين مصر وحماس؟
بقلم الأستاذ مراد سامي
تناقلت وسائل اعلام فلسطينية و عربية تقاريرا تشير الى تحسن نسبي في علاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس و القاهرة رغم تحفظ الجانبين على بعض النقاط , و قد تسببت سياسات حماس سابقا و دعمها لنظام مرسي بعد سقوطه في توتير العلاقة مع القيادات المصرية .
و قد أثّرت زيارة القيادة السياسية الفلسطينية إلى العاصمة التركيّة أنقرة سلبًا على العلاقات المشتركة بين فلسطين ومصر. جاءت هذه الزيارة في إطار محادثات مشروع المصالحة، الأمر الذي لم يرق لمسؤولين مصريّين واعتبروه تنكّرا للدور التاريخي الذي لعبته وتلعبه مصر كراعي مساند للقضية الفلسطينية.
قبل ما يزيد عن شهرين، التقت حركة فتح بنظيرها حماس في أنقرة لمناقشة قضايا متعلقة بالمصالحة الفلسطينية، واتفق الطرفان آنذاك على إجراء انتخابات موحّدة في غضون ستّة أشهر.
ألقى ذلك الاجتماع بظلاله على العلاقات المصريّة الفلسطينية وخاصّة الحمساويّة، حيثُ اعتبره مسؤولون مصريّون نافذون تنكّرًا للشريك المصريّ الذي لطالما دعم القضيّة الفلسطينية.
من المهمّ في هذا السياق أن نذكر الخلاف الحاد القائم بين تركيا ومصر في السنوات الأخيرة. هذا الخلاف ازدادت حدّته في السنة الأخيرة وهو ما ألقى بظلاله على عدد من دول الجوار في إطار لعبة المحاور والأحلاف.
و قد سعت حماس إلى تصويب مسار علاقتها مع مصر من خلال عقد لقائها القادم مع فتح في مصر، وفُهم الأمر كرسالة للقيادة المصريّة مفادها أنّ حماس لا تحاول تعويضها بخصمها في المنطقة.
يُذكر أنّ مصر تُعتبر الشريك الأكبر لفلسطين وخاصة قطاع غزّة نظرًا لاشتراكها معها في معبر رفح الذي يربط غزّة بالعالم.
هذا التغيير في سياسات حماس خلّف نوعًا من الارتخاء الملحوظ من الجانب المصريّ وهو ما انعكس بدوره على السياسات المصرية تجاه حماس وقطاع غزّة بشكل عام.
تُدرك حماس توازنات القوّة في المنطقة وأنّ مصر شريكها الأكبر ولا يمكنها المخاطرة بخسارة هذه الورقة لصالح تركيا أو إيران أو غيرها.