قطاع غزّة: كارثة إنسانية في الطريق
قلم الأستاذ مراد سامي
تطرّق مقال نشره موقع العربي الجديد الإخباري قبل أيّام قليلة إلى الوضع الصعب الذي تمرّ به حركة حماس في قطاع غزّة، خاصّة مع التحديات الكبرى التي تواجهها الحركة في إدارة الوضع الاجتماعي و الاقتصادي في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء القطاع.
في الأثناء، يواصل الكيان المحتل تهديده لمصالح قطاع غزّة دون أيّ إشارة لوجود اهتمام دولي او عربيّ بالمعاناة التي يمرّ بها الشعب الفلسطيني.
هذا وتواصل القيادة الحمساوية بغزة تحت قيادة يحيى السنوار والفريق الذي معه العمل على إيجاد حلول للأزمات المتعاقبة على القطاع والتي يبدو أنّها تتجاوز الإمكانيات الحالية للحركة وتستوجب تدخلا خارجيّا لإنقاذ الوضع.
هذا وقد أكّد أحد قياديّي الحركة في قطر أنّ الجهود الحالية مركّزة لدعم مجهودات يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزّة وبقيّة القيادات في القطاع من أجل محاولة إنقاذ الوضع الذي يزيد تعقيدا يومًا بعد يوم.
كما شدّد هذا المسؤول على أهمّية توحيد الجهود بين مختلف فروع حماس خارج القطاع من أجل دعم غزّة أمام الأزمة الراهنة التي تمرّ بها.
هذا وقد حذّرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني والمسمّاة بـ “حشد”، من احتمالية وقوع كارثة كبرى في القطاع في حال عدم التدخل بشكل جادّ لإيجاد حلول للمشاكل العميقة التي يمرّ بها القطاع.
وقد نبّهت منظمة حشد من التزايد المطّرد في أعداد الإصابات بفيروس كورونا وأعداد الوفيات، مؤكّدة أنّه ورغم المجهودات الجبارة التي تبذلها الطواقم الطبية الفلسطينية فإنّها غير كافية لمواجهة موجة جديدة من انتشار الفيروس.
كما نوّهت الهيئة إلى ضرورة اعتراف وزارة الصحّة بالضعف الذي يعاني منه النظام الصحي الفلسطيني وعدم قدرته على الاستجابة للتحديات الواقعية التي يفرضها فيروس كورونا على القطاع المتأزم.
في السياق ذاته، طالبت منظمات مدنيّة في قطاع غزّة بتدخل سريع للمجتمع الدولي من أجل إيقاف كارثة كبرى من الممكن أن تحدث في غزّة أمام توسع رقعة انتشار فيروس كورونا.
وقد حمّل الكثيرون المسؤولية في ذلك لدولة الاحتلال وكذلك للمجتمع الدولي الذي لا يقوم بدوره في دعم الفئات الهشّة.
لا يُبشّر الوضع في قطاع غزّة بالخير، وإذا ما تواصلت الأمور على ما هي عليه فإنّ الخبراء ينبئون بكارثة إنسانية في الطريق، فهل تتحمل الأطراف المعنيّة مسؤوليتها وتتدخل لإنقاذ القطاع ؟