توقع الخبیر النفطي الكویتي محمد الشطي تحسن أسعار النفط الكویتي خلال العام الحالي وصعودھا الى 60 دولارا للبرمیل خصوصا مع النصف الثاني من العام إذ من المتوقع أن یشھد فیھا العالم استقرارا من تداعیات جائحة كورونا.
وأوضح الشطي خلال ندوة افتراضیة بعنوان (آفاق الاقتصاد العالمي وأسعار النفط الخام لعام 2021 (نظمتھا إدارةالعلاقات العامة
في وزارة النفط الكویتیة الیوم الثلاثاء أن الاسعار التي تدور في فلك 70 و80 دولارا للبرمیل تعتبر “مریحة نوعا ما الى دول
الخلیج العربي وتحقق بعض التوازن في المیزانیات”.
وذكر أن تحسن الأسعار یصب في مصلحة میزانیات دول الخلیج التي تعتمد بشكل أساسي على النفط كمصدر للدخل مشددا على ضرورة وضع آلیات لتنویع الاقتصاد وتخفیف العبء على المیزانیات.
وأشار إلى أن من المتوقع أن یشھد العام الحالي تعافي أداء الاقتصاد العالمي مع توقع الاقبال على لقاح (كورونا) عالمیا خصوصا
في النصف الثاني من 2021 وما یعنیھ ذلك من تحول في مسار الاقتصاد العالمي نحو التعافي.
وبین أن تحسن الطلب على النفط مع عودة الحیاة الى طبیعتھا بوتیرة أفضل عما كانت علیھ في 2020 من شأنھ أن یدعم تعافي
اقتصادات المنتجین عموما وفي منطقة الخلیج العربي.
وتوقع أن یكون العام 2021 عام التمیز والتعافي في كل المجالات وتخطي جائحة (كورونا) وعودة الاستثمار في صناعة النفط
والغاز وعلاقات أفضل بین التكتلات الاقتصادیة في العالم.
وأضاف أن التقدیرات الأولیة تشیر بأن مخزون النفط في العالم انخفض بمقدار 2 ملیون برمیل یومیا في شھر دیسمبر 2020 إلا
أن المخزون النفطي ما زال عالیا ویمثل 11 بالمئة أعلى مما كان علیھ في العام السابق.
وأوضح أن قرار (أوبك +) والمبادرة السعودیة للخفض الاضافي یعتبر علامة فارقة في توفیر أجواء إیجابیة في أسواق النفط من
خلال تقیید المعروض وتشجیع السحوبات من المخزون النفطي وتغیر في ھیكلة الأسعار إلى (الباكوردیشین).
وحول السیناریوھات التي ترسم مستقبل أسواق النفط خلال العام الحالي قال الشطي إنھ یمكن تصور ثلاث سیناریوھات ھي سیناریو الأساس وھو مبني على التوصل إلى علاج فعال في منتصف 2021 وتعافي أداء الاقتصاد عند نسب تفوق 4 بالمئة وزیادة الانشطة الصناعیة والاقتصادیة والتزام (أوبك +) بتوازن السوق.
وأضاف أن ھذا السیناریو یشمل أیضا زیادة وتیرة السحوبات من المخزون النفطي ما سینعكس بشكل واضح على أسعار النفط.
وأفاد أن السیناریو الثاني یدور حول تفاؤل یتمثل بانتشار واسع وفعال للقاح لعلاج فیروس كورونا یكون لھ تأثیر إیجابي كبیر على
الطلب على النفط وتعافي حركة الطیران بوتیرة أسرع من التوقعات ما یدفع بأسعار النفط إلى نحو 70 دولارا للبرمیل في 2021.
وبین أن السیناریو الثالث یمثل حالة الضعف من خلال انتشار الموجة الثانیة من كورونا وتعثر علاج كورونا وعدم الالتزام باتفاق
(أوبك +) ما یعني استمرار حال اختلال میزان الطلب والعرض وضغوطات على أسعار النفط لتدور حول 45 دولارا للبرمیل ما
یؤثر على المعروض وأوضاع الصناعة والاقتصاد وسرعة التعافي في قطاع التكریر والملاحة الجویة.
من جانبھا قالت مدیرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط الشیخة تماضر خالد الأحمد الصباح في مداخلة خلال الندوة إن
الخطوات الایجابیة التي اتخذتھا منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائھا من الخارج (أوبك +) ستدعم الاتجاه الصعودي لأسعار النفط خلال النصف الأول من 2021.
وأشادت الشیخة تماضر الصباح بقرار المملكة العربیة السعودیة خفض الإنتاج الطوعي البالغ ملیون برمیل یومیا خلال شھري
فبرایر ومارس المقبلین وھي بادرة أعطت السوق النفطیة جرعة تفاؤل كبیرة بتحسن الأسعار.
وذكرت أن توفر اللقاحات ضد وباء (كورونا) وتوسع دول العالم في تطعیم مواطنیھا من شأنھ دعم الطلب مرة أخرى على الخامات
ما دفع الأسعار لذروتھا في عدة أشھر مؤخرا إضافة إلى آمال أخرى متعلقة بتعافي الطلب من حزم التحفیز الضخمة التي تنفذھا
الولایات المتحدة الامریكیة والتي من شأنھا أیضا أن تدعم صعود الأسعار.
محمد شهريان