جدل داخلي يتزامن مع اقتراب انتخابات حماس
قلم الأستاذ مراد سامي
تستعدّ حركة حماس لإجراء انتخاباتها الداخليّة القادمة في غضون أسابيع قليلة، في أجواء يغلب عليها التكتم والسريّة نظرًا لخصوصيّة هذه الحركة. ومن المتوقع أن تتواصل الانتخابات الداخلية لحماس إلى نهاية شهر أبريل/أفريل لتفرز مجلس شورى جديد ومكتبًا سياسيّا منتخبًا، لتختار الحركة في النهاية زعيمًا جديدًا لها.
وقد تحدّثت مصادر إعلاميّة نقلا عن قياديّ بحماس في قطر أنّ بعض المسؤولين داخل الحركة منزعجون من عدم تأجيل هذه الانتخابات، حيثُ تتزامن انتخابات حماس الداخليّة مع أجواء انتخابيّة وطنيّة ستشارك فيها حماس وباقي الفصائل الفلسطينيّة.
ويرى القياديّ بحماس أنّ هذا القرار جاء مستعجلًا ولم يراع الظروف الوطنيّة التي تمرّ بها فلسطين، وقد يؤدّي إلى تراجع كفاءة الحركة في إدارة الملفّ الوبائي في قطاع غزّة وفي مواصلة محادثات المصالحة مع فتح بالشكل المطلوب.
وقد علّق بعض النشطاء السياسيّين على التصريح الأخير لهذا القياديّ ولبعض زملائه في الحركة، وقد تحدّث بعضهم عن وجود لعبة مصالح داخل الحركة، حيثُ تتوقع قيادات حماس بغزّة أنّ إجراء الانتخابات في هذه التوقيت سيعزّز مكانتهم في الحركة.
في الوقت ذاته، أكّد مسؤول في حماس أنّ الاستعدادات المبدئية لإجراء الانتخابات القادمة قد بدأت بالفعل في مناطق داخل فلسطين وخارجها، لكن دون تحديد موعد دقيق للبدء في هذه الانتخابات. مصادر أخرى أكّدت أنّ مسار الانتخابات سيبدأ في الـ 10 من فبراير/فيفري القادم، في أجواء وُصفت بالسريّة.
يُذكر أنّ اجتماع القاهرة على الأبواب، وهو اجتماع سيضمّ قيادات العمل السياسيّ في فلسطين، ومن المقرّر أن تكون الانتخابات الفلسطينية العامّة القادمة الموضوع الرئيسيّ المطروح على طاولة النقاش.
وقد علّق بعض النشطاء السياسيّين الفلسطينيّين أنّه وفي حال نجاح اجتماع القاهرة فإنّه من المرجّح أن تشرع حماس على الفور في انتخاباتها الداخليّة التي تُجرى كلّ أربع سنوات.
ستكون الأسابيع والأشهر القليلة القادمة مهمّة لتحديد مستقبل العمل السياسيّ الفلسطيني، سواء داخل حماس أو خارجها، ويترقّب الفلسطينيّون نتائج سلسلة الانتخابات الحمساوية والفلسطينية العامّة، ويعلق الكثير من الفلسطينيّين آمالهم عليها.