هل يحاول دحلان شراء دعم قطاع غزّة ؟
قلم الأستاذ مراد سامي
أكّدت مصادر إعلاميّة نقلاً عن قيادات في التيار الإصلاحي المنشق عن فتح و الذي يشرف عليه محمد دحلان أنّ المساعدات الماديّة التي يقدمها دحلان ومن معه للشعب الفلسطينيّ في قطاع غزّة تثير انزعاج حركة المقاومة الإسلاميّة “حماس”.
وقد أكّدت قيادات تابعة لحركة حماس أنّ تحرّكات دحلان الأخيرة في قطاع غزّة تُقرأ في إطار حملة انتخابيّة مبكّرة لكسب دعم فلسطينيّ أوسع وبالتالي تعزيز حظوظه للفوز في الانتخابات الفلسطينيّة القادمة.
يُذكر أنّ قافلة من الشاحنات المحمّلة بمعدّات طبيّة قد دخلت إلى قطاع غزّة تحت إشراف دحلان وتنسيق مع الإمارات. وحسب مصدر من داخل حماس فقد صادرت الأجهزة الأمنيّة في القطاع ما يزيد عن نصف هذه البضائع المخصّصة لدعم القطاع الذي يُعاني بسبب الأزمة الوبائيّة والاقتصاديّة الخانقة. من ناحية أخرى، تحدّثت المصادر ذاتها أنّ حركة حماس قد فرضت اقتطاعات ضريبيّة مرتفعة، ما صعّب على الشاحنات المرور إلى القطاع.
وقد عبّر عدد من النشطاء الفلسطينيّين عن انزعاجهم من تصرفات حماس الأخيرة التي لا تخدم مصالح الفلسطينيّين الذين يحتاجون لأيّ دعم من أيّ طرف، ودون التفتيش في نواياه.
من ناحية أخرى، تشير المصادر الإعلاميّة الفلسطينيّة أنّ المحادثات الأخيرة بين دحلان وقيادات حركة حماس لم تفلح في إقناع حماس بالإفراج عن المعدّات المحجوزة، والتي تمّ نقلها إلى مستشفيات مختلفة في قطاع غزّة.
وبالعودة إلى دحلان، يعدّ هذا السياسيّ إحدى الشخصيات الفلسطينية التي يحوم حوْلها جدل كبير، حيث تلاحق دحلان اتهامات عدّة، أبرزها ما صدر فيه من حكم بسبب اختلاس 16 مليون دولار، ما يجعله ممنوعًا حاليّا من الدخول إلى الضفة الغربيّة.
وقد نقلت صحف فلسطينيّة وعربيّة أخبارًا تفيد شروع القيادي السابق في حركة التحرير الفلسطيني “فتح” في حملته الانتخابية ، وأضافت المصادر الإعلاميّة ذاتها أنّ دحلان قد ضحّ أموالًا كبيرة في القدس المحتلة وضواحيها ضمن مخطّط له للمشاركة في الانتخابات القادمة على أمل الفوز فيها.
تتنافس بعض الفصائل الفلسطينيّة على الانتخابات الفلسطينيّة القادمة للفوز بالمنصب الأوّل، وفيما يرجّح الأغلبيّة أنّ النتيجة ستحسمها فتح أو حماس فإنّه لا يمكن تجاهل
حضور دحلان في المنطقة وتأثيره عبر المال والتحالفات السياسيّة في مسار الانتخابات القادمة.