هل تجمع حماس معارضي فتح في جبهة انتخابيّة واحدة ؟
قلم الأستاذ مراد سامي
تعيش الساحة الفلسطينية الوطنيّة حركية غير مسبوقة بالتزامن مع اقتراب المواعيد الانتخابيّة، والتي من المنتظر أن تكون حاسمة لعديد القضايا والملفّات الحسّاسة. ويطغى
التوتّر في أحيان كثيرة على تفاصيل المشهد الوطنيّ نظرًا لأهميّة العمليّة الديموقراطيّة التي ستشرع فيها فلسطين عن قريب.
هذا وقد أوردت مصادر إعلاميّة فلسطينية نقلًا عن جهاز المخابرات العامّة الفلسطينيّة وجود نوايا مبيّتة للقياديّين المفصوليْن عن حركة فتح محمد دحلان وناصر القدوة للإطاحة بالرئيس الفلسطيني محمود عبّاس. ورغم ورود تفاصيل كثيرة فإنّ غضب عبّاس غير المفسّر على القدوة في الآونة الأخيرة وإقالة فتح له يفسّران الكثير ممّا خفي عن
أعين المتابعين والمراقبين للشأن الفلسطينيّ. هذا وأكّدت المصادر ذاتها أنّ السلطة الفلسطينيّة على علم بالخطوط العريضة لمخطّطات خصوم فتح التي تقودها حماس بمساعدة المنشقّين والمفصولين من حركة فتح.
وبخصوص إقالة القدوة، أكّد مسؤول بالسلطة الفلسطينيّة أنّ دوافع الحركة واضحة وهي مُخالفةُ القدوة للنظام الداخلي للحركة وإصراره على الترشّح على رأس قائمة مستقلّة في الانتخابات التشريعيّة القادمة، نافيا صحّة ما ورد في تصريحات القدوة للعربي 21 والتي أشار فيها إلى وجود مؤامرة تستهدف شخصه.
وفي سياق متصل أثار تزايد نشاط دحلان في قطاع غزّة ردود أفعال متباينة، وقد بارك أنصار دحلان التقارب الأخير بينه وبين حماس وأعمال قائدهم “النبيلة” حيث يحرص هذا السياسي على تقديم مساعدات كبرى وبعث مشاريع ضخمة في قطاع غزّة في الآونة الأخيرة. في المقابل، اعتبر كثيرون أنّ ما يقوم به دحلان مكشوف ولا ينطلي إلّا على أقليّة من الفلسطينيّين الذين طال بهم الفقر والحاجة، ذلك أنّ دحلان لم يشرع في دعم غزّة إلّا قبل أسابيع قليلة من الانتخابات التشريعيّة.
من ناحية أخرى، يؤكّد محلّلون سياسيّون بارزون وجود تقارب بين دحلان وحماس في إطار المواجهة الانتخابيّة المقبلة، بهدف الإطاحة بالخصم المشترك فتح وإزاحتها وإزاحة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس من منصبه، وأبرز دليل على ذلك هو زيارة رشيد أبو شباك، القياديّ البارز بفتح لغزّة بعد حظر دام لقرابة .