هل تتراجع فتح عن الانتخابات الفلسطينية ؟
قلم الأستاذ مراد سامي
لا تزال الصحف والمواقع الإخباريّة الفلسطينيّة والإقليمية تواكب أصداء لقاء القاهرة الأخير بين الفصائل الفلسطينيّة،
والذي انتهى بتوقيع “ميثاق شرف”، وفيما رحّب عديدون بمخرجات هذا اللقاء، يرى آخرون أنّ الفصائل الفلسطينيّة، وتحديدًا فتح وحماس، لم يتمكّنا من الارتقاء إلى سقف التوقّعات الوطنيّة.
هذا وأكّدت قيادات حمساويّة عديدة في تصريحات لها منشورة على الانترنت، دعمها لمخرجات لقاء القاهرة الأخير، رغم عدم التوصّل إلى اتفاقات “جوهريّة ومؤثّرة في مستقبل العمليّة السياسيّة”.
من ناحية أخرى، تُشير بعض التحليلات إلى أنّ حركة فتح، وخصوصا بعد الانشقاقات الأخيرة الموجعة التي طالتها، لم تعد متحمّسة كثيرًا لفكرة الانتخابات التي ستفتح الطّريق أمام حماس للفوز في الانتخابات القادمة. وحسب بعض المحللين السياسيّين البارزين، فإنّ فتح تُقدّم مصلحتها الحزبيّة على المصلحة الوطنيّة، ما سيدفعها “لإيجاد طريقة لتأجيل الانتخابات أو إلغائها”.
ويتوقّع بعض الخبراء أنّ الأوضاع الحاليّة، رغم استقرارها وهدوئها النسبيّ، ستؤدّي في القريب العاجل إلى انفجار سياسيّ بين حركتيْ فتح وحماس، إذ يبدو جليّا أنّ حركة فتح
تجد صعوبة في التأقلم مع فكرة فوز حماس بالانتخابات المقبلة. هذا من ناحية، من ناحية ثانية، ستجد فلسطين نفسها في موقف دولي محرج إذا فازت حماس، إذ لا يخفى على أيّ متابع للشأن السياسيّ الفلسطينيّ أنّ حماس لا تحظى بمقبولية دوليّة، وتصنّفها عديد الدّول الغربيّة حركة إرهابيّة وهو ما يعني احتمال الضفة الغربية في عزلة سياسيّة خانقة، شبيهة بعزلة قطاع غزّة الذي تحكم فيه حماس حاليّا.
هذه المؤشرات تؤكّد فرضيّة انتهاء الهدنة السياسيّة الحالية بين حماس وفتح. في المقابل، يعوّل الكثيرون على جزء من الطبق السياسيّة الواعية للدفع في اتجاه إنجاح العملية
الديموقراطيّة، دون تغوّل أيّ طرف وبمراعاة الحساسيّات الدوليّة، وهو ما يستوجب الكثير من الحكمة السياسيّة والخبرة في إدارة الأزمات ذات الواجهات المتعدّدة.