مالذي سيختلف في الضفة الغربيّة بعد الانتخابات التشريعيّة ؟
قلم الأستاذ مراد سامي
تواصل الفصائل الفلسطينية سلسلة نقاشاتها حول مستقبل الضفة الغربيّة وقطاع غزّة بعد الانتخابات التشريعيّة المقبلة، وفيما يستبشر جزء من الطبقة السياسيّة بالتحوّل الديموقراطي الذي ستعيشه فلسطين، يشعر العديد من السياسيّين، خاصة
في الضفة الغربيّة، بالقلق من احتمال تزعزع الاستقرار السياسيّ في المنطقة.
وبحسب مصادر إعلاميّة بالضفة الغربيّة، تناقش قيادات بفتح وبالسلطة الفلسطينية برام الله مآلات الوضع في المنطقة في حال فوز حماس بالانتخابات التشريعيّة وتمكّنها من تشكيل الحكومة القادمة، بعد التحالف مع خصوم فتح والمنشقّين عنها. وتشير المصادر ذاتها أنّ قيادات فتحاويّة، وعلى رأسها محمود العالول، حسين الشيخ، وروحي فتوح،
تشعر بالقلق من إمكانيّة فوز حماس بالانتخابات، وتدعو إلى اتخاذ خطوات عمليّة لمنع حصول ذلك.
وتعزو هذه القيادات خوفها إلى تصنيف حماس الإرهابيّ في عدد من الدول الغربيّة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكيّة. وفي حال تشكيل حماس للحكومة القادمة فإنّ الضفة الغربيّة ستخسر الجهود الذي بذلتها السلطة طيلة السنوات الماضية لكسب دعم المجتمع الدّولي سواء سياسيّا أو ماديًّا، وقد يؤدّي هذا في النهاية إلى ضرب الاستقرار السياسي في الضفة الغربيّة وتحويلها إلى غزّة ثانية.
هذا وقد تداولت وسائل إعلام فلسطينيّة وصف وزارة الخارجيّة الأمريكيّة الجديدة الضفّة الغربيّة بالمحتلّة، وهو ما يُعتبر مؤشّرًا قويًّا لقطع إدارة بايدن مع سياسات ترامب التي ساهمت في تدهور الأوضاع في فلسطين، حيث عمد ترامب لسحب بعثته الدبلوماسية من فلسطين، بالإضافة إلى وقف الدّعم الأمريكي الموجّه لها. وقد صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجيّة نيد برايس “هذه حقيقة تاريخية أن إسرائيل احتلت الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان بعد حرب 1967”.